التداعيات التي حملتها الواقعة ... ماذا عن مترقبي المواجهة ونتائجها؟
5/30/2021 6:33:49 PM
3041 مشاهدة
سامان نوح
+
-
أفرزت الأيام الماضية بما حملته من هواجس ومخاوف على خلفية اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، مواقف وملامح بارزة، كما فرضت طرح اسئلة جوهرية بشأن العلاقة بين الفصائل المسلحة والدولة، واحتمالات المواجهة وتداعياتها السريعة ونتائجها المستقبلية، يمكن اجمالها في:-
- موقف المرجعية الرافض لاستغلال تضحيات مقاتلي الحشد تحت أي عنوان. تقول رسالة المرجعية التي اعيد نشرها بعد الواقعة: "الذين شاركوا في الدفاع الكفائي خلال السنوات الماضية لم يشاركوا فيه لدنيا ينالونها او مواقع يحظون بها".
- عدم ارتياح في صفوف القوى الشيعية التقليدية: حصلت انتقادات صريحة من القوى الشيعية الرئيسية لتحرك الفصائل المسلحة في المنطقة الخضراء ولاستعراضاتها التي تدخل في سياق التمرد على الدولة والحكومة التي يقودها الشيعة. الى جانب القلق والانزعاج الشعبي حتى في الشارع الشيعي، فما بالك لدى الطرفين السني او الكردي، والذي ينعكس سلبا على مقبولية الحشد عموما وليس الفئات التي تريد فرض ارادتها بقوة السلاح فقط.
- عدم وجود رؤية لدى القائمين بتهديد الحكومة، لمشهد ما بعد اسقاطها وسيطرة فصائلهم على رأس السلطة بقوة السلاح. هل سيقبلون باشراك خصومهم او منافسيهم السياسيين من المكون نفسه في السلطة؟ ام سيدخلون في حروب دموية معهم في ظل انقسام رؤاها ومصالحها؟.. ماذا عن السنة الذي ينتظرون فرصة كهذه للقول باستحالة الشراكة في الدولة الجديدة وبوجوب الإسراع على الأقل في تأسيس اقليمهم بوجود دعم اقليمي لذلك؟!. وماذا عن الكرد الذين يبحثون عن فرصة جديدة بعد ان أضاعوا فرصة اعادة رسم شكل ارتباطهم بالدولة في 2017 لتغيير نوعية الارتباط القائمة منذ 2003.
- فشل اعلام الفصائل المسلحة في التعاطي مع الحدث بشكل دقيق وقراءته بأبعاده المختلفة بعيدا عن ايقاع التهويل والتهليل. فسقط ذلك الاعلام تحت كم كبير من الاخبار المزيفة باعتماده على مدونين ومراسلين ومحررين يخلطون الوقائع والأحداث مع المواقف والآراء والرغبات والتمنيات. كما فشل ذلك الاعلام في تبرير تهديد اقتحام الخضراء (فضيحة تعليقات احمد عبد السادة مثالا والتي تنم عن سذاجة وسطحية ومقارنات صادمة، وتصريحات اخرى سوقت لفكرة انه: لا توجد دولة اصلا حتى نلتزم بقوانينها). الى جانب فشله في تمرير رؤية الفصائل بشأن أسباب تمردها (الانفعالي المسلح) على "القيادة العسكرية الرسمية للدولة" ورفضها لتطبيق القانون على افرادها. وفشل في الاجابة على السؤال الحساس:"لمصلحة من تقوم فصائل شيعية بخطوات قد تشعل حربا داخلية تدمر فيها حكومة يقودها الشيعة وفي دولة هم الحاكمون فيها؟".
- من الواضح ان ممثلي الفصائل التي ترفع السلاح خارج الدولة وضدها ايضا لم يستطيعوا الى الآن تسويق فكرة ان: "الكاظمي يعمل بضغط من الامريكان على استهداف الحشد واضعافه ولذا يجب مواجهته كما نواجه العدو" فالأولى بهم ان يحاسبوه سياسيا وبرلمانيا او يغيروه عبر تمهيد الأجواء للتوجه الى صناديق الاقتراع وليس بالسلاح الذي ينزع من الانتخابات اي جدوى وشرعية. ولم يستطيعوا التحرك برلمانيا وحكوميا لإجبار الدولة على فتح تحقيق حقيقي في مقتل السليماني والمهندس وتحريك الملف دوليا.
-كما ان ممثلي الفصائل يواجهون صعوبة في تسويق فكرة ان مشكلة ضعف الدولة والفساد والفوضى وتردي الخدمات وكل مصائب العراق تكمن في الوجود الامريكي المحدود، وليس في فشل الأحزاب والحكومات الشيعية في ادارة البلاد ووقف محاصصة المغانم ولا في تدخلات الجارة ايران واتخاذها من العراق ساحة حرب مع امريكا. هم يعجزون في اقناع الشارع الشيعي بهذه الرؤية (حتى لو حملت الكثير من الصحة) فكيف سيقنعون بها الشارعين الكردي والسني؟!.
- سينتظر العراقيون ربما أشهرا اخرى، قبل ان تتضح مسارات الأمور وذلك يرتبط بنتائج الانتخابات العراقية وتداعيات الانتخابات الايرانية وسط تصاعد اصوات المقاطعة هناك، وأيضا بتفاصيل صفقة رفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي، وبالتالي تبلور موقف ايران (الحرس والحكومة) من العراق (الفصائل والدولة)، لنعرف هل سيتم تسوية الامور داخليا ام سنتجه الى مواجهة قاسية وربما مدمرة بين الطرفين الأخيرين.
- في ظل حماسة المواجهة وحمى الانتصار فيها، ينسى اللاعبون ان هناك فرق اخرى تنتظر وقوع المواجهة، وربما تدفع اليها، بما ستحمله لها من فوائد. احصوا عدد المستفيدين سترونهم كثر!