عناوین:

تعرف على البريطانية التي شخصت أول أنواع فيروس كورونا

البريطانية التي اكتشفت أول أنواع كورونا
فوتو: ارشيف
2020-04-16

2243 مشاهدة

 ديجيتال ميديا إن آر تي

سلطت وسائل إعلام بريطانية، الضوء على حياة المرأة التي كانت الشخص الذي اكتشف أول أنواع فيروس كورونا التي تصيب الإنسان.

وذكرت تقارير إعلامية ان "جوون ألميدا" أصبحت رائدة في مجال تصوير الفيروس، واليوم تعود أعمالها من جديد لتصبح موضع الاهتمام خلال الوباء الحالي، حيث يعد "كوفيد-19" فيروسا جديدا، لكنه ينتمي لفصيلة فيروس كورونا التي كانت ألميدا أول من شخصها في عام 1964 بمختبرها في مستشفى سانت توماس في العاصمة البريطانية لندن.

ولدت عالمة الفيروسات، وكان اسمها جوون هارت، عام 1930 ونشأت في مبنى سكني قرب حديقة ألكساندرا في شمال شرق مدينة غلاسكو، تركت المدرسة ولم تكن قد حصلت بعد إلا على القليل من التعليم الرسمي، لكنها وجدت عملا كمساعدة مختبر متخصص بعلم الأنسجة في جامعة "غلاسكو رويال إنفيرماري".

بعدها انتقلت إلى لندن ناشدة تطوير حياتها المهنية، وفي عام 1954 تزوجت فنانا فنزويليا يدعى إنريكيه ألميدا، وانتقل الزوجان مع ابنتهما إلى مدينة تورنتو الكندية، وفي مركز أونتاريو لأمراض السرطان طورت د.ألميدا مهاراتها المميزة في استخدام المجهر الإلكتروني، كما يقول الكاتب المتخصص بالمجال الطبي، جورج ونتر.

وباتت جوون رائدة في التوصل إلى طريقة لتصوير الفيروسات على نحو أفضل، باستخدام الأجسام المضادة لتجميعهم.

وقال جورج ونتر، إن موهبتها حظيت بالاهتمام في بريطانيا التي أغرتها بالعودة عام 1964 والعمل في مستشفى سانت جيمس في لندن - وهو ذات المستشفى الذي عالج رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي كان يعاني من إصابته بفيروس كوفيد-19.

وفور عودتها، بدأت تعاونا مع د.ديفيد تيريل، الذي كان يجري بحثا في وحدة نزلات البرد في ساليزبري.

ووفقا للكاتب جورج وينتر، كان د.تيريل يفحص عينات أخذت من أنوف متطوعين، وتمكن فريق البحث عند زرع هذه العينات مختبريا من استخلاص عدد غير قليل من الفيروسات الشائعة المرتبطة بنزلات البرد، ولكن ليس جميعها.

كانت إحدى العينات قد سحبت من تلميذ في مدرسة داخلية في منطقة سَري عام 1960، وعرفت فيما بعد باسم B814. وقد وجد فريق البحث أن الفيروسات التي عزلت منها كانت قادرة على نقل أعراض نزلات برد عادية للمتطوعين، لكنهم لم يستطيعوا زرعها وتنميتها في الخلايا مختبريا.

وظهر لاحقا أنها يُمكن أن تزرع وتنمو في خلايا نسيجية من أعضاء حيوانية، وتساءل د تيريل عن إمكانية رؤيتها عبر المجهر الإلكتروني.

وأرسل د.تيريل عينات منها إلى جوون ألميدا التي شاهدت جزيئات الفيروس في العينات، ووصفتها بأنها تشبه فيروسات الإنفلونزا، ولكن ليست مثلها تماما، وتمكنت من تحديد ما أصبح يعرف بأول فيروس كورونا يصيب البشر.

وأشار ونتر إلى ان " ألميدا كانت قد رأت بالفعل جسيمات كهذه من قبل أثناء دراستها التهاب الكبد لدى الفئران، والتهاب الشعب الهوائية المعدي عند الدجاج، لكن دراستها التي قدمتها لمجلة علمية محكمة رفضت لأن المحكمين قالوا إن الصور التي أنتجتها كانت مجرد صور سيئة (غير واضحة) لجزيئات فيروس الإنفلونزا".

بيد أنه في عام 1965، كتب في المجلة الطبية البريطانية بالتفصيل عن الاكتشاف الجديد وعن عترة الفيروس المكتشفة في العينة B814، وبعدها بعامين نشرت مجلة علم الفيروسات العام الصور الأولى لما شاهدته الدكتورة جوون.

وأشار ونتر إلى أن د. تيريل ود. ألميدا والبروفسور توني وترسون، المسؤول في مستشفى سانت توماس، هم من أطلق على الفيروس الجديد اسم كورونا، بسبب التاج أو الهالة التي تحيط بالفيروس كما يظهر في الصورة.

وعملت جوون لاحقا في بقسم الدراسات العليا في كلية الطب بلندن، حيث نالت شهادة الدكتوراه، وكان ختام حياتها المهنية في مركز ويلكوم، حيث حازت على عدة براءات اختراع في مجال تصوير الفيروسات مجهريا.

وبعد تركها العمل في هذا المركز، أصبحت جوون مدربة يوغا لكنها استمرت في عملها كمستشارة في مجال علم الفيروسات في نهاية الثمانينيات عندما ساعدت في التقاط صور جديدة لفيروس  .HIV

توفيت جوون عام 2007 وكانت بعمر 77 عاما، وبعد مرور نحو 13 عاما على وفاتها، نالت أخيرا التقدير الذي تستحقه كرائدة سرعت أبحاثها في فهم الفيروس الذي يتفشى حاليا في كل أنحاء العالم.

ر.إ

البوم الصور