زقاق في حي المشاهدة بالموصل القديمة
فوتو: ارشيف
2020-02-16
3324 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
سلط تقرير أعدته فضائية عربية مؤخرا، الضوء على أحد أزقة مدينة الموصل القديمة والذي حوله شبان وناشطون إلى لوحة بهية غاية في الجمال، بعد أن كان قد تعرض لدمار كبير أثناء المعارك ضد تنظيم داعش عام 2017.
وأوضح التقرير أن الفضل يعود إلى الطالب في جامعة الموصل محمد عبد الحق (24 عاما) في ابتكار فكرة تلوين هذا الزقاق الواقع في حي المشاهدة العريق الذي يعود تاريخ بنائه إلى 150 عاما، حيث أكد الأخير ان "الفكرة بدأت في بداية عام 2019 مع مجموعة من شباب الموصل والتي كانت تتضمن إعمار الزقاق وتلوين منازله باللون الأزرق."
وتحدث عن تحديات كبيرة واجهها الفريق حتى اكتمل المشروع، إذ بدأ تنفيذ الفكرة بعد قرابة عام على طرحها وبالتحديد في شباط 2020 وبمدة عمل لا تتجاوز أسبوعين، وكان التنفيذ بدعم وتمويل من منظمتين دولية ومحلية وبمبلغ بسيط لا يتجاوز 1200 دولار.
وعن سبب اختيار اللون الأزرق في تلوين الزقاق، أفاد عبد الحق، أن اللون جاء لمراعاة ميزته في بعث الراحة النفسية في نفوس السكان المحليين، إضافة إلى محاولة محاكاة لمدينة شفشاون المغربية التي تصطبغ باللون ذاته، حيث عمل الفريق على تزيين الزقاق من خلال تطريزه بالزخارف وبيوت لطيور الزينة التي طالما عرف سكان هذه المنطقة بامتلاكها.
وأشار أحد سكان حي المشاهدة الذي بات يعرف في الموصل بـ"الحي الأزرق" إلى ان الزقاق تحول من زقاق قديم باهت اللون إلى زقاق غاية في الجمال والأناقة.
ورغم محدودية الأموال التي أنفقت على الفكرة فإنه يرى أن اللون الأزرق للبيوت وتزيين واجهات أبواب البيوت العتيقة وتطريزها باللون الذهبي من خلال بعض كلمات الأغاني الموصلية القديمة إضافة الى إضاءة الفريق للزقاق كل ذلك شجع الكثير من سكان الموصل على المجيء إلى هذا الزقاق والتقاط الصور التذكارية والسيلفي.
يذكر ان حي المشاهدة بات يشبه إلى حد ما مدينة شفشاون شمال المغرب، وهي المدينة الأكثر زرقة في العالم والتي يرجع سبب تلونها بهذا اللون إلى عادات قديمة يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي عندما بدأ اليهود نزوحهم من إسبانيا نتيجة لأعمال التطهير العرقي و الديني ضد غير المسيحيين والتي شهدتها البلاد في ذلك الوقت.
وعندما سكن اليهود شفشاون بدأوا في طلاء منازلهم باللون الأزرق ثم استمروا في طلاء كل ممتلكاتهم بهذا اللون لاحقا و الذي اعتقدوا أنه اللون الأقرب للون السماء و أن ذلك سيذكرهم بالله، ومن ذلك التاريخ تحولت المدينة تدريجيا إلى مدينة زرقاء وقد حافظ السكان الأصليون على هذه العادة مما جعل من شفشاون المدينة الأكثر زرقة في العالم.
ورغم هجرة اليهود أصحاب هذا التقليد من شفشاون عقب الحرب العالمية الثانية إلا أن المدينة احتفظت بلونها المميز وذلك برعاية حكومية حيث تعمل الإدارة المحلية على تجديد ألوان المنازل بين كل فترة و الأخرى.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)

ر.إ