حفارات نفطية
فوتو: ارشيف
2020-04-22
2838 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
أفاد مراقبون، الأربعاء، أن هبوط أسعار النفط العالمية مجرد "سحابة صيفية"، لكون الأمر مرتبط بالأيام الأخيرة من التعاقد لشحنات تسليم شهر أيار، حيث استمرت مبيعات النفط الخام الأميركي، بأسعار سلبية.
وأوضحوا أن هذا الوضع يرجع إلى تراجع الطلب على النفط الخام عالميا، بسبب أزمة كورونا التي شلت حركة إنتاج السلع والخدمات والصناعات في جميع أنحاء العالم.
وقدم الخبير الاقتصادي في شؤون الطاقة المعتمد لدى صحيفة "لوموند" الفرنسية، نبيل واكيم، أجوبة لعدة أسئلة شغلت الرأي العام بخصوص هذه الأزمة.
والسؤال الأول هو: ما متوسط الاستهلاك العالمي في الأوقات العادية وكيف سيتضرر من الأزمة الصحية؟
منذ عام 2019، يستهلك العالم حوالي 100 مليون برميل يوميًا. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الانخفاض في الاستهلاك لشهر أبريل الجاري، سيكون 30٪ وفي مايو سيكون 25٪.
لكن هل سيبدأ هذا الاستهلاك في الارتفاع بسرعة مرة أخرى في نهاية إجراءات الحجر؟ هنا تختلف الآراء، إذ يعتقد بعض الخبراء أن العقبات التي تعترض حركة التجارة بين الحدود وتقلص النشاط الاقتصادي لن تعيد النفط إلى المسار نفسه بسرعة، ويعتقد البعض الآخر أن الأسعار المنخفضة ستشجع الاستهلاك الكبير وترفع الطلب بشكل قوي.
السؤال الثاني، هل يؤدي الأمر إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد للغاية في الأشهر المقبلة؟
إنه احتمال وارد، هناك حقيقة مهمة يجب معرفتها، وهي أن حقول النفط ليست أبدية وينخفض إنتاجها بمرور الوقت، في المقابل يجب على شركات النفط زيادة إنتاجها باستمرار للحفاظ على مستوى الاستهلاك.
ونتيجة هذه الأسعار المنخفضة هناك عواقب أخرى، وهي أن الاستثمارات في استكشاف الموارد البترولية الجديدة ستكون في أدنى مستوياتها، إذ أن المستثمر سيفكر وفق الآتي: لماذا أستثمر في قطاع إذا كنت غير قادر على تحقيق الربح فيه؟
ويترتب على هذا نتيجة مهمة أخرى: يمكن أن يقل العرض العالمي في غضون سنوات قليلة، ويمكن أن نشهد صدمة نفطية في الاتجاه الآخر.
السؤال الثالث، بناء على ما يحصل.. هل يمكن أن نأمل في انخفاض كبير في أسعار الوقود؟
الأسعار السلبية خاصة في السوق الأميركية، من المتوقع أن تكون مؤقتة فقط، إذ لن يكون لها تأثير مباشر على الأسعار الدولية لباقي الدول المصنعة بشكل أعم، لكن من المهم ملاحظة أن أسعار الوقود لا تعتمد فقط على سعر البرميل (الخام)، بقدر ما تعتمد في تسعيرتها للناس بالنظر إلى تكاليف أخرى، حيث تمثل الضرائب حوالي 60٪ من السعر، ويضاف إلى ذلك تكلفة التكرير والتوزيع والنقل، يمثل البرميل الخام حوالي 25٪ فقط من سعر البنزين أو الديزل عبر العالم.
ومع ذلك، كان للانخفاض الكبير في الأسعار في الأسابيع الأخيرة تأثير مستمر على أسعار جميع أنواع الوقود، وأخيرا، يمكننا التأكيد على حقيقة أن تأثير هذا الانخفاض ربما لا يكون واضحًا لغالبية سائقي السيارات، الذين يضطرون إلى البقاء في المنزل.
السؤال الرابع، هل هناك خطر إفلاس جميع الشركات المتخصصة في البترول، بما في ذلك شركات الاستكشاف العاملة بشكل غير مباشر في هذا القطاع؟
هناك تهديد لمئات اللاعبين في قطاع الطاقة. فقد أعلنت شركات النفط العالمية الكبرى، مثل إكسون أو بي بي أو توتال، تقليص استثماراتها بشكل كبير، فجميع الشركات التي تعتمد على مشاريع الطاقة، في وضع صعب.
السؤال الخامس، ألا يمكن أن يكون انخفاض أسعار النفط دافعا إلى الانتقال إلى الطاقة المتجددة؟
هناك اتجاهان للنظر في هذا الموضوع. فمن ناحية، يمكننا أن نعتقد أن التقلبات في سوق النفط والاضطرابات الجيوسياسية واعتماد العديد من البلدان على الطاقة المتجددة (لا سيما فرنسا) يمكن أن يؤدي إلى استخدامها مستقبلا لتفادي تكرار هذه النكسات والتقلبات، وخصوصا أنها أثبتت استقرارها إلى حد ما في العديد من البلدان.
لكن في الجانب الآخر، يمكن لهذا النفط الذي هبط سعره وأصبح رخيصا أن يشجع العديد من الدول على ممارسة ما يسمى "الحافز الرمادي"، أي العودة إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة في المجالات الصناعية، بمجرد انتهاء الإغلاق.
ر.إ