شعار علمي أمريكا وإيران
فوتو: أرشيف
2018-12-30
10862 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
ذكر تقرير أعده مركز "فيريل" للدراسات في ألمانيا، أن المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قد اقتربت وذلك بعد التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط إثر إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا والتهدئة في اليمن.
وأفاد التقرير الذي نشر مؤخرا، أنه "بعد التوصل لاتفاق تهدئة في اليمن وانسحاب أمريكي من سوريا، باتت الجهود تتركز باتجاه مقصد واحد، هو الاستعداد لاشعال نار بمنطقة أوسع لأنها ضرورة أمريكية إسرائيلية، تخص الداخل الأمريكي واستراتيجية بعيدة المدى لإضعاف الحضور الروسي في الشرق الأوسط بضرب حليفته إيران".
واضاف أن البعض يرى "أن انسحابات القوات الأمريكية من الدول المجاورة لإيران دليل ضعف وتراجع، بينما تعتبر لدى آخرين إعادة حسابات ومؤشر لخطة جديدة، حيث تقوم واشنطن بإبعاد قواتها عن ميادين مكشوفة سهلة الاصطياد، لا تتمتع بغطاء جوي كامل، ويمكن لمجموعات صغيرة اصطياد الجنود الأمريكيين بأسلحة متوسطة، كما تغلق قواعد عسكرية صغيرة غير كاملة التجهيزات، لتنضم تلك القوات إلى القواعد الكبيرة كاملة الحماية".
واوضح ان " الحرب في سوريا تسببت بتراجع السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط بدخول اللاعب الأساسي الروسي، والتغلغل الإيراني الذي وصل إلى باب المندب، وهذا أمر لا يمكن التسليم به والسكوت عنه من قبل واشنطن وتل أبيب، لهذا لا نرى أن الدولة العظمى استسلمت، بل انتقلت لمرحلة جديدة متجددة وهي التصعيد المتدرج بكافة الوسائل، محاصرة إيران من الجهات الأربع".
وفيما يتعلق بمحاصرة إيران أكد التقرير أن الولايات المتحدة تجري مباحثات مع الحكومة الأفغانية لخروج القوات الأمريكية من البلاد، وذلك في الوقت الذي يتجمع فيه الآلاف من مقاتلي حركة طالبان قرب الحدود الإيرانية، حيث باتت الحكومة الأفغانية تسيطر على 55% فقط من الأراضي في نهاية 2018 مقابل 73% عام 2015، وباقي الأراضي تسيطر عليها القاعدة وطالبان وداعش.
وتشير تقديرات مركز "فيريل" إلى ان بين 7 إلى 10 آلاف من عناصر داعش الهاربين من سوريا والعراق أصبحوا شرق وغرب أفغانستان، لأن داعش موجودة بقوة في إقليم ننغرهار شرقي أفغانستان وهي تنمو بسرعة بانضمام إرهابيين من شتى الدول، بما في ذلك باكستان المجاورة، التي تتصارع فيها التنظيمات الإسلامية المتطرفة لكن "عدوها المشترك واحد" هو إيران.
وبين التقرير ان الوضع في الداخل الإيراني يشهد تدهورا خاصة بعد الحراك الشعبي والمظاهرات في إيران، وهو ما قد يترافق مع حراك مسلح من داخل وخارج إيران، حيث ستختار التنظيمات التي ذكرت أعلاه المناطق ذات التغطية الأمنية الأضعف، في الشمال الشرقي خاصة، وفي شمال غرب إيران يتم التحرك العسكري في صفوف الكرد، بينما الحراك الشعبي ستدعمه دول الخليج في الأهواز وغيرها.
كما ان حزب الله اللبناني، يقع ضمن مجموعة الأهداف، والتهديدات الإسرائيلية والتصعيد جنوب لبنان بين أخذ ورد، لكن حسابات إسرائيل قاصرة عن الوصول إلى الهدف وعلى عاتقها التصعيد الإعلامي فقط، لأنها أعجز من أن تنتصر على حزب الله لوحدها، بينما يعد انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا وتخليه عن العميل "الأصغر" قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لصالح العميل الكبير في أنقرة، حركة واضحة، بقصد الابتعاد عن الروس، واستخدام النفوذ التركي في دول شمال إيران وجنوب روسيا، أي دول بحر قزوين.
ويرى التقرير أن "بقاء روسيا في سوريا فقط، أمر لا يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، كما أن تركيا ستتكفل بوصول الإخوان للمشاركة في الحكم وفي الاصلاحات السياسية المقترحة بسوريا حسب المخطط، فيما سيبقى الكرد تحت وصاية الناتو بتبدل الأسماء من أمريكي إلى فرنسي إلى…، وسيبقون تابعين متنقلين من حضن إلى آخر، حاملين الآمال بمستوطن".
ولفت إلى ان تنظيم داعش سيعود من جديد في العراق ليضرب حلفاء إيران في الأنبار والموصل، ضمن ترتيب خاص يتلائم مع شكل الوضع الجديد، والجيش الأمريكي سيعزز تواجده بقوة غرب العراق لقطع الطريق البري نحو سوريا ولبنان.
وختم التقرير بالقول إن " أصدقاء ترامب يتساقطون واحدا تلو الآخر، والتشكيلات الجديدة تحمل سياسيين وعسكريين يدعمون إسرائيل دون حدود، ولديهم نزعة للحرب أكبر من سابقيهم… لكنها حرب من نوع جديد، ستعتمد على إنهاك العدو وضربه بيد الأتباع، ثم ضربة عسكرية كبيرة"، مبينا ان "بقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد قضية مقتل خاشقجي، لن يكون مجانيا، لأن عليه دعم الناتو العربي ضد إيران، والتحرك عسكريا وإشعال النيران فيها"،
وسيكون عنوان المرحلة المقبلة بحسب التقرير "عقوبات اقتصادية، انسحاب من الاتفاق النووي، اضطرابات داخلية وتحرك مسلح، محاصرة إيران من كافة الجهات، بانتظار الفرصة المناسبة للانقضاض".
ر.إ