جنود امريكيون مع قوات سوريا الديمقراطية
فوتو: من الارشيف
2018-12-26
1839 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
اكد تقرير امريكي، الاربعاء، ان انسحاب القوات الامريكية من سوريا ستزيد المشهد السوري تعقيدا وسيخل بالتوازن الاستراتيجي في ذلك البلد الذي يعاني من حرب داخلية منذ سنوات.
وذكر تقرير لمركز "مجلس العلاقات الخارجية" للدراسات الأمريكية اليوم (26 كانون الاول 2018)، ان "اعلان ترامب عن قراره بسحب قواته من سوريا، يعد خيانة لشريك واشنطن الأساسي على الأرض شرقي سوريا المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ثلث الأراضي السورية تقريبا والقرار يعني تخليه عن حلفاء إقليميين آخرين له، وخاصة إسرائيل، ما يجعلها وحيدة أمام إيران وحزب الله اللبناني في سوريا".
واضاف، ان "قرار ترامب سيقوي العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنه يحمل في طياته مخاطر هائلة للحكومة التركية، لانه بغياب الولايات المتحدة في سوريا، ستعتمد الجهات الفاعلة الإقليمية على روسيا لتحقيق مصالحها".
واوضح، انه "في حال قررت أنقرة الهجوم على القوات الكردية شمال شرقي سوريا والوصول إلى الحدود العراقية السورية، فستجد نفسها في حالة حرب غير نظامية في بلد أجنبي، ويمكن أن تورط نفسها في حرب عصابات طويلة ودامية مع المقاتلين الكرد، بوجود أكثر من 30 ألف مقاتل من وحدات الحماية الكردية التابعة لـ قسد والذين اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة في سوريا خلال السنوات الماضية، كما و سيضطر الكرد للتوجه إلى الحكومتين الروسية والسورية، طالبين إبرام صفقة مع الحكومة السورية تضمن لهم حكما ذاتيا مقابل موافقتهم على استعادة الأسد السيطرة على كامل المناطق السورية في سبيل مواجهة التحرك التركي العسكري، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب الآن دور الوسيط بلا منازع في صياغة مستقبل سوريا، لكن على موسكو أن تتعامل مع المصالح التنافسية لسوريا وتركيا".
وجاء في التقرير، ان "كل المؤشرات تبين أنه ستكون هناك صفقة بين الأسد والكرد تتيح له استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية مقابل توفير الحماية للكرد في مواجهة تركيا، وهذا سيؤدي الى تعقد الاوضاع بشكل كبير، وستحاول روسيا اللعب مع جميع الأطراف، وضمان تعزيز تأثيرها على أنقرة، ما سيضعف علاقات تركيا مع حلف الناتو وأوروبا، والتي هي ضعيفة أساسا".
وفي تطور ذي صلة ذكر مركز صنع السياسات للدراسات الاستراتيجية الامريكي في تقرير، ان "الانسحاب الامريكي سيؤدي الى إعادة تشكيل تنظيم داعش خاصة وانه لازال يسيطر على مناطق في حوض الفرات بعد رفع أدوات الضغط الأمريكي عليه، كما ان إعادة صياغة قواعد الاشتباك بين الفاعلين الأساسيين في سوريا وبالتالي قد ينتج مخالفات جديدة من اجل السيطرة على مناطق الشرق السوري واحتمال استمرار توجه الكرد نحو دمشق ليشكلوا حلف ثالث في وقت يطمح الجيش السوري الحر الوصول الى مناطق النفط في دير الزور والحسكة والتي تدعمهم تركيا، وهذا ما قد يؤثر على مسار استانا وسوتشي واتفاقات خفض التصعيد في مناطق ادلب، خاصة ان الكرد طلبوا من الحكومة السورية منع استهدافها من قبل تركيا".
وذكر التقرير ان " خلافات ستنشب حول من سوف يملئ الفراغ ويسيطر على المناطق بعد خروج القوات الامريكية، فهل ستقبل روسيا والنظام السوري وإيران بسيطرة تركيا عليها مع الجيش السوري الحر، ومن جهة أخرى هل ستقبل تركيا بسيطرة دمشق عليها".
واضاف، ان "تداعيات الانسحاب س تنعكس على الوضع الأمني العراقي اذ كان للقوات الامريكية دور كبير في حماية ومراقبة الحدود السورية العراقية مما يضيف أعباء عملياتية وامنية على العراق لحماية حدوده مع سوريا من اختراق تنظيم داعش لها، وقد تنخرط القوات العراقية بعمليات داخل العمق السوري، (بحسب مصادر، طلب من العراق التوغل في الاراضي السورية لتأمين الحدود لعمق 70كلم)".
واوضح التقرير الى ان "الأزمة السورية دخلت في منعطف آخر جديد بعد قرار الانسحاب المفاجئ والغريب والذي شغل دوائر القرار في العالم، لأنه خيار سيظهر تأثيره على التوازن في الشمال والشرق السوري بعد أن كانت كل المؤشرات التي تصدر عن كبار المسؤولين الأمريكيين تشير الى أهمية بقاء القوات الامريكية هناك لضمان مرحلة ما بعد داعش وتحقيق التوازن مع الوجود العسكري الروسي وحماية إسرائيل وتحجيم النفوذ الإيراني وخروج المليشيات التي تدعمها في سوريا.
وخلص التقرير الى ان "هناك أربعة فائزين من قرار ترامب المستعجل وهم تركيا وسوريا وروسيا وإيران، حيث يعد هذا القرار انتصارا لتركيا والتي تدعم المعارضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد ، كما أن هذا القرار سوف يخفف من الضغوط على إيران ونفوذها في سوريا في وقت تعاني من فرض عقوبات اقتصادية واسعة وهذا ما يفسر ردة فعل نتنياهو السريعة عقب القرار بان إسرائيل سوف تبذل كل جهودها لمنع إيران من تشكيل قواعد مستدامة في سوريا وأن هذا الانسحاب سوف يترك الان المقاتلين المدعومين إيرانيا في مكانهم".
كما ان هناك تحديا بارزا يتمثل في مصير معتقلي عناصر تنظيم داعش لدى سوريا الديمقراطية والبالغ عددهم 2000 بعد رفض معظم بلدانهم من استعادتهم وهم سوف يشكلون تهديدا خطيرا لأمن المنطقة.
ا.ح