عناوین:

تقرير يكشف عن "أكبر الخاسرين" جراء انسحاب القوات الامريكية من سوريا

عناصر من القوات الامريكية في مناطق شرق الفرات- أرشيف
فوتو: 
2018-12-21

7372 مشاهدة

ديجيتال ميديا إن ار تي

بعد أن كانوا من بين أكبر الرابحين في الحرب السورية، سيصبح الكرد أكبر الخاسرين من قرار الولايات المتحدة سحب قواتها التي ساعدتهم في المعركة ضد متشددي تنظيم داعش وفي ردع أنقرة ودمشق.

وبمساعدة الولايات المتحدة، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكرد السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا من أيدي داعش، لكنها تحذر من أن المتشددين لا يزالون يشكلون خطرا حتى رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزيمتهم.

وتتفق فرنسا وألمانيا حليفتا واشنطن في حلف شمال الأطلسي مع هذا الرأي وتقولان إن التحول المفاجيء في مسار الولايات المتحدة تجاه سوريا، في إطار وفاء ترامب بتعهد انتخابي عام 2016، يهدد بتقويض المعركة ضد داعش.

ولن يعرض قرار ترامب الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية لخطر عودة داعش فحسب بل يزيد من احتمال أن يتعرض شمال سوريا الذي يهيمن عليه الكرد لهجوم من تركيا وحلفائها من مقاتلي المعارضة السورية.

وكأن التاريخ يعيد نفسه للكرد وهم أقلية بلا دولة موزعة على سوريا والعراق وإيران وتركيا أحبطت قوى أجنبية تاريخيا طموحاتها القومية، فالكرد هم أكبر مجموعة عرقية ظلوا بلا دولة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل نحو قرن.

ويقول بعض المحللين إنه لكي تحمي الجماعات الكردية السورية نفسها من تركيا، فقد تضطر الآن لطرق أبواب دمشق وإبرام اتفاق مع الرئيس بشار الأسد وحلفائه الروس الذين قد يوفرون لها الحماية مقابل التخلي عن الحكم الذاتي.

وعلى النقيض من مقاتلي المعارضة السورية، فإن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية التي تقودها لم تقاتل قط للإطاحة بالأسد، بل إنها تعاونت معه في بعض الأحيان ضد خصوم مشتركين وفي وقت سابق هذا العام دخلت في محادثات سياسية في دمشق.

إلا أن هذه المحادثات لم تسفر عن شيء، فالأسد يعارض رؤية الأكراد لسوريا اتحادية تحافظ على حكمهم الذاتي الإقليمي.

ويتطلع الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون، الذين ينظر لهم على أنهم الرابحون على الأرجح من الانسحاب الأمريكي، إلى استعادة الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والتي تمتد عبر ربع مساحة سوريا تقريبا والغنية بالأراضي الزراعية والنفط والمياه.

وقال مسؤول في التحالف الإقليمي المدعوم من إيران الذي يدعم الأسد لرويترز إن الحكومة السورية ستسعى قطعا لاستعادة المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وفي المناطق الكردية بشمال سوريا، عمق تحرك ترامب المخاوف من هجوم تشنه تركيا، التي تعتبر السيطرة الكردية على الشمال خطرا على أمنها وتطالب بإنهاء دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية.

وقال بنغين سيدو (35 عاما) من بلدة راس العين حيث خرجت مظاهرة يوم الخميس ضد أي هجوم تركي "من قبل كانت أمريكا موجودة ما حدا كان يخاف بس هلا بدنا نخاف من التهديدات (التركية)".

ويقول أحمد سليمان وهو سياسي ومحلل كردي إن قرار ترامب أخذ قوات سوريا الديمقراطية على حين غرة، رغم أن القوات كانت قلقة مما تعتبره سياسة أمريكية مهتزة تجاه سوريا.

وقال لرويترز "الاعتماد على الأمريكان حقيقة هو تجربة فاشلة بالنسبة للكرد على الأقل...هلا خيارات الكرد صارت صعبة جدا".

تقرير: رويترز

البوم الصور