فوتو:
2018-08-15
17033 مشاهدة
NRT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تركيا لم تتعاف بعد من سلسلة الأزمات الاقتصادية التي شهدتها بعض دول العالم خلال العقد الأخير، بسبب التوترات التجارية المتصاعدة وسط خلل في الإصلاحات بالنظام المالي.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، نشر مطلع الأسبوع الجاري، ان تركيا تبدو في الوقت الراهن بأزمة محلية، بلا آثار جانبية مهمة، لكن هناك احتمالات أن تصبح أكثر جدية من ذلك، حيث تمتد الأهمية الجيوسياسية لتركيا كونها بلد يقع في قارتي آسيا وأوروبا، وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما أنها اليوم تستضيف حوالي 3 ملايين من اللاجئين السوريين المتطلعين للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت ان "مشاكل تركيا، وإن كانت حادة فهي ليست بالفريدة، فالأزمة المالية والاقتصادية التي كانت تعتمل في الخلفية بدأت أخيرا تظهر في الأفق، ووصل حجم التضخم إلى 15% وحتما سيصل إلى مستويات أعلى، لأن الليرة في سقوط حر، إذ خسرت حوالي 14% من قيمتها يوم الجمعة الماضي وحده".
وأشار التقرير إلى ان" على تركيا أن تعالج الأسباب الثلاثة للأزمة الحالية: اقتصاد متضخم، محاولات أردوغان لمنع البنك المركزي من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع ارتفاع الأسعار، والمواجهة مع الولايات المتحدة"، وتابع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اختار اللحظة المناسبة ليوجه ضربة ضد انقرة، عندما بدأت تنتشر الفوضى في تركيا، أعلن أنه سيضاعف قيمة التعريفة الجمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم، والتي تمثل أهمية قصوى بالنسبة للاقتصاد التركي.
من جانبه رفض أردوغان الانصياع للضغوط وقدم بعض الحلول الواقعية، وقد يهدد بالضغط على ترامب من خلال التلويح إلى إمكانية الانسحاب من حلف شمال الأطلسي وبناء علاقات أوثق مع روسيا، كما يستطيع أيضا أن يهدد الاتحاد الأوروبي بأمواج جديدة من المهاجرين ما لم يتدخلوا نيابة عنه لحل الأزمة.
وبين التقرير، ان "الأسواق المالية لا تحتاج إلى تحركات دبلوماسية تظهر أهمية تركيا الجيوسياسية، وإنما تريد إجراءات اقتصادية لمنع حدوث موجة تسونامي من عمليات البيع خلال الأيام المقبلة، وفي هذا الصدد، يمكن القول بأن الفشل في معالجة آثار الأزمة السابقة أصبح الآن مكلفا".
وختمت الصحيفة بالقول، إن "على تركيا أن تعالج الأسباب الثلاثة للأزمة الحالية، اقتصاد متضخم، محاولات أردوغان منذ إعادة انتخابه في حزيران لمنع البنك المركزي من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع ارتفاع الأسعار، والمواجهة مع الولايات المتحدة".
وبالنسبة لأردوغان، يتعين عليه الاستسلام لترامب في مسألة القس الأمريكي برونسون، لأنه يضر بالاقتصاد من خلال الاستمرار في معركة لا يستطيع الفوز بها، ويجب عليه كذلك استيعاب أن الإجراءات الصارمة غير الشعبية أصبحت حتمية الآن، لمنع حدوث انهيار كلي في العملة يؤدي إلى تضخم شديد.
ر.ا