من داخل آيا صوفيا
فوتو: ارشيف
2020-07-26
1374 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
كشفت وسائل إعلام تركية، عن سبب قيام السلطات التركية بترك موقع تتويج الاباطرة في "آيا صوفيا" بعد تحويله إلى مسجد، دون تغطية بسجاد الصلاة، حيث بدا جليا خلال أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا عقب تحويله.
ونقلت وكالة "الأناضول" الرسمية عن مدير الثقافة والسياحة في إسطنبول، جوشكون يلماز، قوله في تصريح صحفي، أمس السبت 25 تموز 2020، إن السبب في ترك تلك المنطقة المربعة الواقعة خلف المكان المخصص للمؤذن، يعود لـ"مراعاة خصوصيته التاريخية"، حيث نشرت الوكالة صورا لموقع تتويج الاباطرة في "مسجد آيا صوفيا" خلال أداء صلاة الجمعة حيث يظهر تطويقه وعدم تغطيته بسجاد الصلاة.
وظهرت في وسط المسجد خلف المكان المخصص للمؤذنيين، منطقة رباعية الشكل يوجد داخلها دوائر قد تم حمايتها بحواجز على أطرافها كي لا تطأها الأرجل، حيث بقيت مكشوفة ولم تغطى بالسجاد، كما أنه لا يمكن للمصلين تأدية الصلاة فيها.

وتتضارب الروايات التاريخية حول هذه المنطقة، فبعض المؤرخين يقولون إنها تمثل المكان الذي تجسدت فيه السيدة "مريم العذراء" وتم رؤيتها فيه، فيما قال مدير الثقافة والسياحة في مدينة إسطنبول، إن "التفسيرات المختلفة للمنطقة لا تتطابق مع المعلومات التاريخية"، مضيفا أن هذه المنطقة التي تركت فارغة هي منطقة تتويج الأباطرة، ولهذا السبب تركت فارغة.
وتابع أن "المناطق الملونة على شكل دوائر والموجودة داخل هذه البقعة تعد أمثلة على أحجار الرخام المستخدمة في بناء آيا صوفيا".

من جانبه، قال الباحث التاريخي والسياسي، عمر الهاشمي، إن "هذه البقعة تسمى تاج الأباطرة، ولها قدسية عند الروم الأرثوذوكس"، مضيفا أنه "ربما تركها محمد الفاتح من قبل مع عدد من الصور والرموز إكراما لهم، واحتراما لقدسياتهم على عكس الكاثوليك الذين نهبوها ودمروها عندما غزوها وهم في طريقهم إلى القدس".

وكان خطيب صلاة الجمعة في "آيا صوفيا"، رئيس الشؤون الدينية التركية، علي أرباش، قد أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد صعوده المنبر حاملا سيفا، وهو الأمر الذي عقبت عليه وكالة "الأناضول" في تقرير منفصل لاحقا قالت فيه إن "السيف الذي حمله أرباش سيف عثماني يعود لمحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا)"، مبينا ان " الفاتح حمل هذا السيف عندما ألقى الخطبة الأولى له في الجامع الكبير بمدينة أدرنة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الحين".
وأشارت الوكالة إلى أن "حمل السيف على المنبر بات تقليدا عند السلاطين العثمانيين لستة قرون تالية"، موضحة ان "دلالة ذلك إظهار سيادة الإسلام ونوره في الأمصار التي فتحها المسلمون طيلة قرون".
يذكر ان مسجد "آيا صوفيا" الكبير افتتح في وقت سابق، حيث أقيمت فيه أول صلاة جمعة بعد انقطاع دام 86 عاما على إثر تحويله لمتحف في العام 1934، وشارك في أداء صلاة الجمعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من المسؤولين الأتراك.
ر.إ