عناوین:

العفو الدولية ترصد انتهاكات موالي تركيا في عفرين

فوتو: 
2018-08-02

5996 مشاهدة

NRT

أكدت منظمة العفو الدولية، الخميس، ان القوات التركية تسمح للفصائل السورية الموالية لها بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المدنيين في مدينة عفرين شمالي سوريا.

 جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظمة، اليوم، 2 آب، وذلك في أعقاب تحقيقاتها المستفيضة بشأن الأوضاع المعيشية في المدينة في ظل الاحتلال العسكري التركي، حيث كشفت عن انتهاكات واسعة يكابدها أهالي عفرين، وترتكبها في الأغلب والأعم الجماعات المسلحة السورية التي تزودها تركيا بالعتاد والسلاح، ومن بين هذه الانتهاكات الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، ومصادرة الممتلكات، وأعمال النهب، حيث غضت القوات التركية الطرف عنها.

وقالت مديرة البحوث ببرنامج الشرق الأوسط بالمنظمة لين معلوف، "لقد أدى الهجوم والاحتلال العسكري التركي إلى تفاقم معاناة السكان في عفرين، بعد ما كابدوه من ويلات الصراع المسلح المستمر منذ عدة سنين. وسمعنا قصصاً مروعة عمن تعرضوا للاعتقال أو التعذيب أو الإخفاء القسري على أيدي الجماعات المسلحة السورية التي ما برحت تلحق الدمار بالمدنيين بلا ضابط أو رادع من القوات التركية".

وأضافت معلوف، ان "تركيا هي قوة الاحتلال في عفرين، ومن ثم فإنها مسؤولة عن رفاهية وسلامة السكان المدنيين، والحفاظ على القانون والنظام، وحتى الآن، تقاعست قواتها المسلحة تماما عن النهوض بتلك المسؤوليات، ولا يمكن لها التهرب من المسؤولية باتخاذ الجماعات المسلحة السورية مطية لتنفيذ أفعالها البغيضة بالنيابة عنها"، مطالبة تركيا بالمسارعة إلى إنهاء الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة المتحالفة معها، ومحاسبة المسؤولين عنها، والتعهد بمساعدة أهالي عفرين في إعادة بناء حياتهم.

وأوضح تقرير منظمة العفو الدولية أن القوات الموالية لتركيا مسؤولة عن مصادرة الممتلكات، حيث اكتشف العديد من النزاحين العائدين إلى عفرين أن الجماعات المسلحة الموالية لتركيا قد صادرت ممتلكاتهم وسرقت متعلقاتهم.

وأشارت معلوف، إلى انه "يجب على تركيا، باعتبارها قوة الاحتلال، أن تقدم تعويضات كاملة لمن تعرضت منازلهم للمصادرة أو التدمير أو النهب على أيدي قوات الأمن أو حلفائها، ومن واجب تركيا أن تكفل للمدنيين النازحين إمكانية العودة إلى منازلهم في عفرين، وتضمن رد حقوقهم وممتلكاتهم إليهم، أو - إذا تعذر ذلك – تقديم تعويضات مالية لهم".

كما بين تقرير المنظمة ان تركيا والجماعات المسلحة هي مسؤولة عن استخدام المدارس وبعض المشافي لأغراض عسكرية، حيث اطلعت منظمة العفو الدولية على صور التقطتها الأقمار الاصطناعية منذ 20 نيسان 2018، تظهر فيها العديد من المركبات المدرعة ومنشأة حديثة البناء؛ ولم تكن هذه المركبات ولا المنشاة قائمة في الموقع قبل سيطرة القوات التركية والجماعات المسلحة على عفرين في 18 آذار 2018.

 وكان الآلاف من سكان عفرين وقراها قد فروا في أعقاب الهجوم الذي وقع في كانون الثاني 2018، إلى منطقة الشهباء القريبة وأصبح ما لا يقل عن 140 ألفا منهم يعيشون الآن في مخيمات أو منازل متضررة حيث لا يتيسر لهم الوصول إلى الخدمات اللازمة، ولا سيما الرعاية الطبية.

واختتم تقرير المنظمة بالقول إن " الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب الكوردية تزيد من معاناة الأهالي النازحين عن عفرين بإبقائهم محاصرين في منطقة الشهباء بلا سبب واضح، وبحرمانهم من السبل الكافية للحصول على التعليم والغذاء والرعاية الطبية. يجب على الفور السماح للناس، ولا سيما المرضى والجرحى، بالمرور الآمن إلى أي مكان يشاؤون الذهاب إليه".

جدير بالذكر ان أنقرة أطلقت عملية عسكرية واسعة للسيطرة على عفرين في كانون الثاني 2018، بالتعاون مع جماعات مسلحة سورية موالية لها، وشنت هجوما على المنطقة لإخراج وحدات حماية الشعب وهي القوة العسكرية للإدارة الذاتية في عفرين، وبعد ثلاثة أشهر، بسطت تركيا والقوات الموالية لها سيطرتها على عفرين والمناطق المحيطة بها، مما أدى إلى النزوح القسري للآلاف من الأهالي الذين لاذوا بالفرار بحثا عن الأمان في منطقة الشهباء.

ر.إ

البوم الصور