عناوین:

تقرير يرصد أوضاع الشيعة في مصر

أنباء عن انتهاكات بحقهم أحيانا
فوتو: 
2018-08-02

53954 مشاهدة

NRT

سلط موقع "درج" المعني بشؤون الشرق الأوسط، الضوء على أوضاع المكون الشيعي في مصر، خلال السنوات التي تلت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 1980، حيث لا يوجد إحصاء رسمي بعددهم، لأن بطاقة الهوية الشخصية بمصر لا توجد فيها خانة للمذهب.

وأوضح الموقع في تقرير له، أمس الأربعاء، 1 آب، انه رغم حماية الدستور المصري وإقراره بحرية الاعتقاد، لكن ثمة وقائع أخرى، تعكس انتهاكات بالغة ومتعمدة، ضد الأقليات الدينية، حيث يجري التحريض ضدهم في بعض الأحيان.

وأضاف التقرير ان "موقف الدولة والإعلام الرسمي والنخب السياسية أو الثقافية، ينطلق من رؤية وهدف استراتيجيين، فهو يفترض الوحدة الدينية لعموم المسلمين، والتبعية، والخضوع والولاء السياسي لها، ومن ثم، فهو يناصب العداء للشيعة، وكل المختلفين دينيا، مدفوعا من تلك الأرضية الثابتة والجامدة".

وأشار إلى ان "تعيش مصر حالة الاستقطاب الإقليمي، بين النظم والتحالفات القائمة، والتنافس السياسي بينها، والذي تقف فيه إيران ومحور ما يسمى المقاومة، في مواجهة الرياض وأبو ظبي، وفي عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، يبدو أن ثمة إلحاحا على ضرورة الحديث اعلاميا عن المد الديني الشيعي، ومخاطره، وسبل مواجهته، وفرض حظر ضد أي نشاط، يفتح جيوبا لإيران في المنطقة".

 وبحسب وثائق ويكيليكس السعودية، التي كشفت عنها منصة "مدى مصر"، ثمة مذكرة تفاهم، تشير إلى وجود تنسيق بين الأزهر والسعودية، للحديث عن الخوف من "الزحف الشيعي"، لكن وفي ظل الأجواء المشحونة، والممارسات التعبوية من السلطة وجهازها الإعلامي، الذي ترافق مع الربيع العربي، ومقولة "الخطر الشيعي"، وتمدد نفوذ هذه الجماعة العقائدي والسياسي في مصر، من الصعب رصد أي جهود تنظيمية، تعكس محاولات جدية لفرض "التشيع" في مصر، كحالة تبشيرية.

وفيما يتعلق بأعداد الشيعة في مصر، أكد الإعلامي محمد حسنين هيكل، قبل خمس سنوات، أن عدد الشيعة في مصر يتراوح بين 18 ألفا و35 ألف شخص، فيما تقول قيادات شيعية، إن عددهم بالملايين، أما المفكر المصري سعد الدين إبراهيم، فصرح بأنهم خمسة ملايين، في ظل غياب تام للأرقام الرسمية.

وبين التقرير ان " الانفراجة التي شهدتها مصر، إبان الربيع العربي، رفعت سقف الطموحات لدى الشيعة في مصر، فشرعوا في تأسيس حزب سياسي لهم، وهو ما أثار جملة من الاعتراضات، في صفوف القوى السياسية"، ووصفت قوى سياسية مصرية الحزب الشيعي بأنه عودة بالتاريخ إلى الوراء ويهدد أمن مصر القومي، والتيار الديني في مصر، فيما اعتبر السلفيون والأزهر، ان الحزب سينشئ صراعات دينية ومذهبية وطالبوا بمحاربته.

وبالنسبة للمضايقات التي يتعرض لها الشيعة في مصر، فقد رصد تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حوالى 70 واقعة انتهاكات، تعرض لها المسلمون الشيعة، في مصر، خلال الفترة من 25 كانون الثاني 2011 وحتى أيار 2016، كما تواصلت التجاوزات والانتهاكات بحق الشيعة، في عهدي محمد مرسي والسيسي، رغم أن مرسي، كان أول رئيس يزور طهران، بعد قطيعة دامت لنحو 33 عاما، إلا أن الانتهاكات تواصلت حتى بلغت صورا شديدة القتامة والمأسوية.

وفي ظل هذه البيئة التعبوية، التي تم تجييش كافة عناصرها، بغية شحن المجتمع ضد الشيعة، قام أفراد ينتمون للتيار السلفي، بتنظيم أنفسهم، في ائتلاف علني، باسم "الدفاع عن الصحب والآل"، حيث يقوم هذا الائتلاف بالتجمع كالمطاوعة، حول مسجد الحسين، لمنع تجمعات من يشتبه، في كونهم شيعة، ومنعهم من ممارسة طقوسهم، أو التجمع حول ضريح الحسين، ومنع ما يعرف بـ "الحسينيات"، أو الاحتفال بيوم عاشوراء، وغيره، وهو ما تنتج عنه احتكاكات تحدث في محيط المسجد، من دون تحرك من الشرطة وقوى الأمن.

ويختم الموقع نقلا عن أحد القياديين الشيعة في مصر (فضل عدم ذكر اسمه) قوله، إن "الانتهاكات ضد الشيعة، مستمرة، منذ عقود، إذ لم تفتر حماسة الدولة، والنظم المتعاقبة على حكمها، على معاداة الشيعة، واعتبارهم عدوها الأول، من دون وجه حق.

وأضاف القيادي الشيعي، "أتفاجأ بأخبار مثيرة للاستغراب، كمثل القبض قبل عامين، على مدير حضانة للأطفال، إثر اتهامه بنشر التشيع بين الأطفال، في محافظة الشرقية، وقيل إنه يعلم الأطفال اللطم بالطريقة التي تتماثل مع الطقوس الشيعية، وتعرض للحبس".

وأشار إلى ان "أكثر ما يثير الحزن والحسرة، هو التعامل الأمني مع الملف الشيعي، الذي يؤدي إلى ضيق المساحة التي يمكن التحرك فيها، بهدف تطوير القضية، من الناحية الحقوقية والحصول على مكتسبات مدنية لهم، كمواطنين، ويغلق دائرة العنف والاحتكاكات المستمرة"، مبينا ان " تخوين شيعة مصر، بسبب الضرورات السياسية، التي تستغلها الدولة، أمر مسيئ لها، ولن يؤدي إلا إلى الفوضى، واستمرار العنف، مثلما حصل في أعقاب الحرب على الحوثيين في اليمن".

جدير بالذكر ان معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط في واشنطن أصدر في العام 2006  تقريرا تفصيليا عن وضع الشيعة في مصر، جاء فيه أن مركز ابن خلدون بالقاهرة قدر عددهم بنحو 1% من تعداد المسلمين عام 2005،  أي 657 ألف مواطن شيعي ، بينما تزيد تكهنات محمد الدريني، الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت، من هذا الرقم، مشيرا إلى أنه يعتقد أن عدد الشيعة يفوق هذا العدد بكثير، على اعتبار أن هناك ما يزيد على عشرة ملايين صوفي في مصر، ويوجد بينهم ما لا يقل عن مليون يتبعون الفكر الشيعي، وبحسب اعتقاده، فإن كثيرا من الشيعة في مصر لا يعلنون عن معتقدهم نتيجة الضغوط الأمنية والإعلامية.

ر.إ

البوم الصور