فوتو:
2018-07-09
8513 مشاهدة
NRT
يؤدي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الاثنين، اليمين الدستوري كرئيس لتركيا بسلطات جديدة كاسحة على بلد هيمن عليه وأعاد رسم صورته خلال حكمه الذي بدأ قبل 15 عاما، محققا حلما كان يراوده لفترة طويلة.
وقالت وكالة انباء رويترز في تقرير اليوم (9 تموز 2018)، انه ومع بدء رئاسته التنفيذية التي حارب بقوة لضمان تحقيقها سيعين أيضا إردوغان حكومة تضم عددا أقل من الوزراء يقول إنها ستعمل من أجل تحقيق النمو لجعل تركيا أحد أكبر الاقتصادات في العالم.
واضاف، ان "هذه التغييرات يعتبر أكبر تعديل لنظام الحكم منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية قبل قرن تقريبا ويقول إردوغان إنها ضرورية لدفع النمو الاقتصادي وضمان الأمن".
واوضحت الوكالة، ان أنصار اردوغان ينظرون لهذه التغييرات باعتبارها مجرد مكافأة لزعيم جعل القيم الإسلامية محور الحياة العامة ودافع عن الطبقات الكادحة وبنى مطارات ومستشفيات ومدارس، ويقول المعارضون إن هذه السلطات الجديدة تمثل توجها نحو نظام استبدادي واتهموا إردوغان بتقويض المؤسسات العلمانية التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة وإبعادها بشكل أكبر عن القيم الغربية الخاصة بالديمقراطية وحرية التعبير".
وقال إردوغان لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في مطلع الأسبوع، إن "تركيا بدأت تدخل عصر جديد مع مراسم أداء اليمين يوم الاثنين... سنحقق نتائج أسرع وأقوى من خلال السلطات التي منحها لنا النظام الرئاسي الجديد".
واشار التقرير، الى انه وعشية أداء اليمين فصلت السلطات أكثر من 18 ألف موظف أغلبهم من الشرطة والجيش فيما تقول الحكومة إنه المرسوم الأخير بموجب حالة الطوارئ التي فرضت عقب انقلاب فاشل في "2016.
وكان أكثر من 150 ألف موظف حكومي فقدوا وظائفهم في حملة أمنية تلت الانقلاب وقالت وزارة الداخلية في أبريل نيسان إن نحو 77 ألفا وجهت لهم اتهامات رسمية وسيظلون في السجن خلال محاكماتهم.
وقال إردوغان إنه سيعلن التشكيل الحكومي مساء الاثنين متعهدا بتعيين وزراء من خارج البرلمان وبتقليص فريقه الوزاري من أكثر من 20 وزيرا إلى 16 وزيرا.
وبموجب التعديلات الدستورية سيُلغى منصب رئيس الوزراء وسيختار إردوغان حكومته بنفسه وينظم الوزارات ويقيل موظفي الحكومة وكل ذلك دون موافقة البرلمان.
ويترقب المستثمرون لمعرفة ما إذا كان الوزراء الجدد سيشملون من يمكن وصف سياساتهم بأنها مواتية للسوق وخاصة ما إذا كان محمد شيمشك النائب الحالي لرئيس الوزراء سيواصل الإشراف على الاقتصاد.
وقد وصف إردوغان أسعار الفائدة المرتفعة بأنها "أم وأب كل الآثام". وكان إردوغان قد قال في أيار الماضي إنه يتوقع أن تكون له سيطرة أكبر على الاقتصاد.
منذ توليه السلطة في 2003 رئيسا للوزراء أولا ثم رئيسا هيمن إردوغان على المشهد التركي وأحكم قبضته على البلاد التي يقطنها 81 مليون نسمة، فيما حجم مراكز القوى المنافسة بما في ذلك الجيش الذي أطاح بحكومات سابقة.
وبدأت أنقرة تحت قيادته محادثات للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكنها توقفت وسط انتقادات من الاتحاد لملف تركيا في مجال حقوق الإنسان.
كما تدهورت العلاقات مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين في حلف شمال الأطلسي، لكن أنقرة ظلت مهمة لأي أمل في تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق ومن أجل كبح تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وإردوغان الذي يدافع بقوة عن مواقفه وآرائه هو أكثر الزعماء نجاحا في تاريخ بلاده الحديث، لكنه أيضا أكثرهم إثارة للخلاف والانقسامات، وتمكن إردوغان من الفوز في أكثر من عشر انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية.
الجدير بالذكر ان إردوغان كان قد فاز بفارق بسيط في استفتاء جرى العام الماضي لاستبدال النظام البرلماني في تركيا بنظام يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة وأعقبه بتحقيق فوز في انتخابات رئاسية شهدت منافسة حامية الشهر الماضي.
ا.ح