فوتو:
2018-06-28
5220 مشاهدة
NRT
تناقلت وسائل إعلام عالمية أنباء عن احتجاجات وتظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران احتجاجا على انهيار العملة الوطنية إزاء الدولار الأميركي ووصولها إلى أدنى مستويات في تاريخها.
وسلط موقع "درج ميديا" المعني بشؤون الشرق الأوسط في تقرير له، أمس الأربعاء، 27 حزيران 2018، الضوء على التظاهرات الأخيرة في إيران، عقب ارتفاع سعر الدولار الواحد في السوق السوداء إلى 9 آلاف تومان، في وقت تصر فيه السلطات الإيرانية على أن سعر الدولار ما زال مستقرا عند 4200 تومان، وما يحصل ليس أكثر من تلاعب مدروس من قبل أعداء إيران.
وأوضح التقرير أن "الإيرانيين استيقظوا صباح السبت الماضي، مصدومين بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي إلى مستوى خيالي، وتفاجأ تجار طهران بهبوط عملتهم الوطنية إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأميركي، وتجاوز سعر صرف الدولار الواحد 8 آلاف تومان ووصل أحيانا إلى 9 آلاف تومان، بمعدل ارتفاع حوالي 1800 تومان خلال شهرين فقط".
وأضاف أنه "بعدها بيوم أعلنت جهات غير رسمية أن الدولار ثابت على سعر 7600 تومان، لكن خلال ساعات تبخر هذا الواقع وتعدى سعر الصرف حدود 8 آلاف تومان مرة ثانية، وبعد ظهر الأحد توقفت عمليات صرف الدولار كليا، لتتدخل جهات رسمية وتشيع أن سعرصرف الدولار الذي كان مستقرا عند حدود 4200 تومان، ارتفع إلى 5 آلاف و7 آلاف تومان أحيانا".
وأشار التقرير إلى ان تجار العملة والصرافين أرجعوا ارتفاع سعر صرف الدولار إلى نقص المعروض من العملات من قبل البنك المركزي الإيراني، تطبيقا للسياسيات النقدية الجديدة للحكومة الإيرانية التي أخطرت البنك المركزي بعدم بيع العملات الصعبة في السوق إلا ضمن خطة تقنين اقتصادية خاصة.
وتابعت انه "وفق خطة التقنين التي وضعتها الحكومة فإن العملة المطلوبة للاستيراد بالإضافة إلى العملة المرتبطة بالتصدير للنظام النقدي والمصرفي للاقتصاد الإيراني سيتم توفيرها بسعر 4200 دولار للتومان، وستعتبر جميع الأسعار الأخرى غير رسمية وغير قانونية"، ووفق هذه الخطة أيضا، أنشأت الحكومة قانونا جديدا للبنك المركزي، يسمى نظام العملة الموحد (نيما) لتمكين المصدرين والمستوردين من مبادلة عملاتهم.
وبين الموقع أن " غلاء الدولار رافقه غلاء سبيكة الذهب حيث ارتفع سعرها 98 ألف دولار دفعة واحدة ووصل سعرها الإجمالي إلى ميلونين و696 ألف تومان، أما اليورو فقد سعرته الحكومة بقيمة 5 آلاف تومان، بينما وصل سعره في السوق السوداء إلى 8300 تومان".
وقال إنه" تزامنا مع الخطة الاقتصادية التي أعلنتها الحكومة ومعها البنك المركزي، اندفع مئات من تجار طهران يوم الاثنين الماضي، إلى الشوراع وأغلقوا متاجرهم وانتظموا في مسيرات كبيرة جابت شوارع جنوب طهران ووسطها وشهد محيط مجلس الشورى في ميدان بهارستان أكثر المسيرات حشدا وأعنفها، بعد أن أحرق المتظاهرون مستوعبات النفايات وكسروا العوائق الحديدية التي تعيق التقدم باتجاه مبنى البرلمان، ولم يكن من السهل على رجال الشرطة الذين واجهوهم بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، تفريقهم."
ومع ارتفاع حدة احتجاجات التجار اقفلت أسواق "بازار بزرگ" و "چارسوق" و "سراي قيصرية" و "أمين حضور" و"علاء الدين" و "چارسو"، وانضم إلى المسيرات مواطنون عاديون، احتجاجا على غلاء المعيشة الذي لم يعد يحتمل، واستعادوا الهتافات ذاتها التي يطلقونها عند كل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد، كونهم يعتبرون أن الفاقة التي يعيشيون فيها سببها صرف ثروات بلادهم على شعوب المنطقة، فهتفوا مجددا "لا غزة، لا لبنان، روحي فداء لإيران"، "أشفقوا على حالنا واخرجوا من سوريا".
وعقب تلك الاحتجاجات تحدثت وسائل إعلام محلية عن خطة اقتصادية جديدة وضعتها الحكومة، وعدت عبرها المواطنين بالتدخل فورا لخفض سعر الدولار، ورغم مرور ساعات النهار على هذا الوعد، مازالت معدلات صرف العملات في السوق غير مستقرة وقد توقفت حركة البيع والشراء توقفا تاما، وأعلن رئيس البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف، إنشاء "سوق صرف ثانوي"، وتعهد بأن سعر صرف العملات الأجنبية سيتم تحديده وفق هذه الخطة، وأكد أن السلع الأساسية كالدواء مثلا لن يرتفع سعرها.
من جانبه اعتبر رئيس لجنة التخطيط والموازنة محمد باقر نوبخت، أن "سبب ارتفاع سعر الدولار هو زيادة حماسة المواطنين وميلهم إلى تحويل التومان إلى عملة صعبة"، حيث وطمأن الإيرانيين بأن احتياطيات النقد الأجنبي في الخزينة أكثر من نفقات البلاد.
أما تجار البازار والمحللون الاقتصاديون، فقد اعتبروا ان "ارتفاع سعر الدولار خصوصا والعملات الأجنبية عموما، في الأسواق المحلية خلال الأسابيع الأخيرة ، نتيجة طبيعية للتطورات السياسية الدولية المتعلقة بإيران، ولا سيما انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، الأمر الذي أدى إلى استئناف العقوبات الاقتصادية، ولا سيما العقوبات على العلاقات المصرفية".
الجدير بالذكر ان العشرات من تجار طهران خرجوا الأحد الماضي، في تظاهرة أمام مجمع "علاء الدين" التجاري وسط العاصمة، وأعربوا عن مشاعرهم الغاضبة من أزمة العملة، وقاموا بإغلاق محلاتهم التجارية، واستمرت التظاهرات لمدة ثلاثة أيام ما استدعى تدخل الأمن الإيراني الذي فرق المتظاهرين فيما بعد.
ر.إ