عناوین:

تقارير: ملامح الدولة التركية ستتحدد ضمن سباق انتخابي لن يكون سهلا بالنسبة لحزب العدالة الحاكم

اقتراع الغد يمثل فرصة المعارضة الأخيرة للتخلص من أردوغان
فوتو: 
2018-06-23

2203 مشاهدة

NRT

يرى مراقبون أن ملامح الدولة التركية ستتحدد ضمن سباق انتخابي لن يكون سهلا بالنسبة للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي خطط لمفاجأة المعارضة حين باغتها بقرار تقديم موعد الانتخابات بحوالي سنة، لكنه سيكافح لتجنب الدخول في جولة إعادة.

وذكرت تقارير لوسائل إعلام تركية، نشرت اليوم السبت، 23 حزيران 2018، ان ملامح المرحلة المقبلة للجمهورية التركية ستتحدد يوم غد الأحد، حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الفوز بالجولة الأولى كي يعمل على إرساء دولة جديدة تستمد جذورها من التقاليد العثمانية بشكل يظهر فيه كلاعب معاكس لأتاتورك، وذلك بعدما قام أردوغان عشية الانتخابات بنشر تفاصيل النظام الرئاسي الجديد على حسابه بموقع "تويتر" حيث قال مغردا "في النظام الجديد نحن مستعدون يا تركيا للتغيّر من جديد والتألق".

وقال أردوغان، في تغريدته أيضا إنه سيخفض بشدة عدد الوزارات إلى 16 وزارة وسيسرع وتيرة عملية اتخاذ القرار في الحكومة المقبلة إذا فاز في الانتخابات والتحول إلى نظام رئاسي تنفيذي، وأضاف "في ظل النظام الجديد سنحد من البيروقراطية. سنتخذ القرارات بشكل أسرع وكل الخدمات ستركز على النتائج، وسيجري تشكيل تسعة مجالس معنية بالسياسة سترفع تقاريرها للرئيس في مجالات مثل السياسات الاجتماعية والصحية والخارجية".

وأوضح أنه "سيتم دمج وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية، مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي، لتقديم الخدمات اللازمة للأسر التركية، كما سيتم دمج وزارة العلوم، والصناعة، والتكنولوجيا، مع وزارة التنمية، وستعمل هذه الوزارة على جعل تركيا رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إنتاج علامات تجارية عالمية مرموقة ذات تكنولوجيا عالية، ورائدة في التقنيات الذكية. ودمج وزارة الجمارك والتجارة مع وزارة الاقتصاد تحت مسمى وزارة التجارة، لزيادة عائدات الصادرات إلى 500 مليار دولار، وجعل إسطنبول مركزا ماليا عالميا".

وأشارت التقارير إلى ان أردوغان، سيكافح لتجنب الدخول في جولة إعادة، خلال الانتخابات الرئاسية الحاسمة التي ستجرى غدا الأحد، حيث يبدو خلالها الرجل، الذي لطالما عرف في الغرب بـ"الرجل القوي" في أضعف حالاته.

وأضافت أنه "في المرحلة الأولى فور الإعلان عن الانتخابات المبكرة، التي ستتزامن مع إجراء انتخابات برلمانية أيضا، حاول أردوغان استغلال انقسام تاريخي اشتهرت به المعارضة، وصب طوال الوقت في صالح أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وضمن لهما أغلبية مريحة، لكن يبدو أن رهانات أردوغان، كانت خاطئة، إذ يبدو اليوم وحيدا في مواجهة الأمة التركية كلها، التي تمثلها أحزاب المعارضة".

من جانبها أفادت المرشحة لعضوية البرلمان على قائمة حزب الشعب الجمهوري، هيسيار أوزوي،  انه "إذا تمكنا من إجبار أردوغان على الوصول إلى جولة إعادة، فكل شيء سيصبح ممكنا"، فيما قال ريان جينجراس، البروفيسور في الكلية البحرية العسكرية في كاليفورنيا، إن "تركيا هي الدليل الأبسط على عدم الاستقرار، لا نعرف كيف ستكون ردة فعل المجتمع؟ وهل ستفوز المعارضة أم يفوز أردوغان؟ كل الاحتمالات ممكنة".

وتأتي الانتخابات التي تشهدها تركيا في مرحلة حرجة وسط عدة صراعات في المنطقة، حيث تخوض أنقرة حربا ضد مقاتلي العمال الكوردستاني امتدت إلى دول الجوار، فيما تتصاعد حدة التوتر بين تركيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وبحسب المراقبين فان المجتمع التركي منقسم إلى نصفين، بين محب لأردوغان وبين كاره له، حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها المناهضون للرئيس التركي أكثر توحدا وثقة في إنهاء تشبث أردوغان بالحكم.

الجدير بالذكر انه يتنافس في الانتخابات الرئاسية التركية ستة مرشحين، هم كل من ميرال أكشنر (الحزب الصالح) وصلاح الدين دميرتاش (حزب الشعوب الديمقراطي) ورجب طيب أردوغان (حزب العدالة والتنمية) ومحرم إينجه (حزب الشعب الجمهوري) وتيميل كرم الله أوغلو (حزب السعادة) ودوغو برينتشيك (حزب الوطن)، فيما تتنافس الأحزاب التالية في الانتخابات التشريعية، وهي "تحالف الشعب" ويضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية، أما حزب التحالف الكبير فقد أدرج مرشحيه على لوائح حزب العدالة والتنمية، و"تحالف الأمة" ويضم حزب الشعب الجمهوري (يسار الوسط) والحزب الصالح (يمين قومي) وحزب السعادة (محافظ) ويدرج الحزب الديمقراطي (يمين الوسط) مرشحيه على لائحة الحزب الصالح، فيما يترشح كل من حزب الشعوب الديمقراطي (المناصر للقضية الكوردية) وحزب الدعوة الحرة (إسلامي كوردي) وحزب الوطن بشكل مستقل.

ر.إ

 

 

 

 

 

البوم الصور