عناوین:

تقرير: هجمات ارامكو تظهر ضعف القدرات العسكرية السعودية

فوتو: 
2019-09-20

1358 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

اظهرت الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية التابعة لشركة ارامكو في بقيق وخريص، ضعف القدرات العسكرية السعودية، التي كان ولي العهد محمد بن سلمان يتحدث عنها خلال مقابلاته الصحافية، للتدليل على مناعة بلاده واستعدادها لأي طارئ عسكري بسبب السياسات الإيرانية في المنطقة.

وذكر تقرير لموقع العربي الجديد، اليوم (20 ايلول 2019)، ان "الهجمات التي سببت خسائر اقتصادية كبيرة تمثب شاهدا اضافيا على مدى تأثر الداخل السعودي بالسياسات الخارجية للمملكة خلال السنوات الأخيرة".

واضاف، ان "الهجمات اثارت العديد من الأسئلة حول صفقات التسليح الضخمة التي كانت المملكة تعقدها خلال سنوات طويلة، ولم تستطع حماية مصافيها النفطية، فضلا عن حسم حرب اليمن الطاحنة التي يخوضها الجيش السعودي بلا جدوى منذ سنوات؟

واوضح التقرير،  ان "موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول عدم تورط الولايات المتحدة في حرب ضد ايران دفاعا عن السعودية فضلا عن عدم حماسة الكونغرس لخوض حرب مباشرة، تظهر عدم دقة حسابات القيادة السعودية، التي كانت تظن أن ظروف السياسة العالمية ستكون مشابهة لظروف العام 1991 عندما تدخلت الولايات المتحدة بحزم لدحر القوات العراقية التي قامت بغزو الكويت واحتلالها في 1990، وشن هجمات صاروخية عنيفة على السعودية استهدفت المنشآت النفطية والمدن الرئيسية آنذاك.

وتابع، ان "السعودية تبدو في موقف صعب من النحاية الدبلوامسية والعسكرية مع فشل الحرب على اليمن، ونجاح طهران بتثبيت أقدامها في سورية، والوجود القوي للأحزاب والفصائل المؤيدة لها في العراق ولبنان،  والقصغ الجوي المستمر للمصالح السعودية وآخرها النفطية".

واشار الموقع الى ان تصرفات بن سلمان ساهمت في وضع المملكة بذلك الموقف الصعب، لا سيما بعدما عرض منظومة مجلس التعاون الخليجي بأكملها للخطر، مما اتاح لايران مزيدا من الفرص للتمدد العسكري والسياسي، حتى على حدود المملكة، فيما تدرك الرياض أن دول المنطقة، بما في ذلك الأقرب إليها، لن تنجر معها في أي مواجهة مباشرة مع طهران".

ونوه الى ان "جذور أخطاء القيادة السعودية في السياسة الخارجية تعود إلى العام 2011، فحين تفجرت موجة ثورات الربيع العربي، شاركت السعودية في قمع احتجاجات البحرين، ودعمت الانقلاب الدموي الذي قام به الجيش المصري، بقيادة عبد الفتاح السيسي، على الرئيس المنتخب محمد مرسي، واستهلك دعم هذا الانقلاب الكثير من الرصيد الشعبي للسعودية في أوساط العالمين الإسلامي والعربي، وسبب ضررا كبيرا لصورتها".

واضاف، انه "وعلى الرغم من الدعم المالي والسياسي الكبير الذي قدمته السعودية للسيسي، فإنه لم يقم بأي فعل مساند للرياض خلال مواجهتها المفتوحة مع طهران، كما أنه نأى بنفسه عن الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن، والتي باتت أشبه بمستنقع تغرق فيه، بعدما أخطأت في حساباتها، عقب الثورة اليمنية التي ساهمت في احتوائها عبر المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية".

وجاء في التقرير، ان السعودية التي كانت تغض الطرف عن تمدد الحوثيين بذريعة مواجهة نفوذ حزب "الإصلاح" (المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين")، استفاقت على وقع سيطرة "أنصار الله" (الحوثيين) أواخر 2014 على العاصمة صنعاء، بمعاونة من الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح. وتحول اليمن، الذي كان يعد الحديقة الخلفية للسعودية، إلى مجال نفوذ إيراني".

وبعد صعود العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم، في كانون الثاني 2015، وتعيين ابنه محمد بن سلمان وزيرا للدفاع، قرر الأخير شن الحرب على اليمن، بذريعة إعادة الشرعية، لكنه فشل في هذه المهمة، بل إن التحالف السعودي الإماراتي تحول إلى أحد أسباب تقويض سلطة الشرعية اليمنية، لا سيما بفعل ممارسات أبوظبي وآخرها دعم الانقلاب في الجنوب، فيما تحولت الحرب، التي تخوضها السعودية، من هجومية إلى دفاعية، تركز فيها القوات السعودية على حماية حدودها من الهجمات، الجوية والبرية، التي يشنها الحوثيون.

 وخلص الموقع الى ان "الأزمات سرعان ما توالت، بعد الأزمة المفتعلة مع قطر، في حزيران 2018، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في تشرين الثاني من العام نفسه، ومن ثم افتعال مشاكل حدودية قديمة مع الكويت، وازمات دبلوماسية مع العراق وكندا وألمانيا وتركيا، وتفاقم كل ذلك بعد حملة القمع التي طاولت الناشطين والمعارضين السعوديين، وبلغت ذروتها باغتيال الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في تشرين الأول عام 2018، ما جعل السعودية في وضع انعزالي كبير في المنطقة.

ا.ح

البوم الصور