فوتو:
2018-06-11
6663 مشاهدة
NRT
يرى مراقبون أن هناك عدة أسباب وراء تغير الموقف السعودي الخليجي مما جرى مؤخرا في الأردن من احتجاجات وتغيير للحكومة، حيث أشاروا إلى ان "الخوف من الأُردن وليس الخوف عليه كان وراء انعقاد قمة مكة الرباعيّة".
وذكر تقرير لصحيفة "رأي اليوم" التي يرأس تحريرها الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان، نشر أمس الأحد، 10 حزيران 2018، انه "وبعد سنوات من التّهميش السياسي والاستهداف المالي، والضغوط الإقليمية والدولية، تحول الأُردن إلى الرقم الصعب الأهَم في المِنطَقة".
وأضاف التقرير ان هناك ستة أسباب تختصر انقلاب مواقف بعض الدول العربية كالسعودية مما يجري في السعودية ، ويتمثل السبب الأول في الخوف من انتقال عدوى النموذج الاحتجاجيٍ الأُردني الشّعبي إلى السعودية والدول الملكية في شبه الجزيرة العربية، وهو انتقال وارد بشدة في ظل انهيار "الدَّولة الريعيّة"، وانخفاض أسعار النفط، وتصاعُد التوتر الطَّائفي.
أما السبب الثاني، فهو القلق من تطوير الأُردن سياسات الاعتماد على النفس اقتصاديا، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ماليا، وتَبنِّي مشاريع "استغنائيّة" عن مساعدات دول الخليج المالية كالسعوديّة والإمارات خاصةً، فيما يتمثل السبب الثالث بأن انهيار النظام الأُردني يعني نهاية حقبة امتدت لمئة عام تقريبًا، عنوانها الاستقرار الإقليمي، وحلول الفوضى على طول 600 كيلومتر على الحدود مع إسرائيل، وأطول منها مع الجزيرة العربيّة، واحتمال صعود بدائل ثَوريّة.
والسبب الرابع هو أن السياسات الخليجية تسببت في وَقف المُساعدات الماليّة عن الأُردن لمُدة عامين تقريبًا، وانخراط السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى في عمليّات تَطبيع سِرية مع إسرائيل تتجاوز الأردن، وتسريب تقارير عن تأييد ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لصَفقة القرن، وقد أدّت إلى تصعيد حالة العَداء في أوساط الرأي العام الأُردني لهذه الدُّوَل، وبِشكل غير مسبوق منذ غزو الكويت عام 1991.
فيما أظهر السبب الخامس، ان تزايد الضغوط على القيادة الأُردنية لتغيير تموضعها الإقليمي الاستراتيجي، والانتقال إلى معسكر المقاومة بزَعامة إيران، وفتح المَزارات الشيعيّة أمام الزُّوار الإيرانيين والعِراقيين، وإقامة علاقات استراتيجيّةٍ بَديلة مع المرجعيّة السُّنيّة العُثمانيّة في إسطنبول، في موازاة الانفتاح على قَطر العَدو اللَّدود للمثلث السعودي الإماراتي البحريني.
والسبب الأخير هو الخشية من خروج الحراك الاحتجاجي الأُردني من طابعِه الاقتصادي، وتحوله إلى حراك سياسي بطابعٍ اجتماعي مدني، حيث أدرك الملك الأُردني خطورة مِثل هذه النَّقلة، وقام بإقالة حكومة هاني الملقي، واستبدلها بحكومة أكثر قُبولا من قبل المجتمع المدني الأُردني بقِيادة عمر الرزاز، الذي يُوصَف بالنَّزاهة ونظافَة اليد.
وأشار التقرير بعد الحديث عن الأسباب أعلاه، إلى ان القيادة السعوديّة الجديدة أرادت أن يكون الأُردن ضعيفا تابعا متسولاً، يلتزم بشروط الكفيل، ولهذا انتظرت أكثر من عشرة أيّام قبل أن تتحرَّك لإنقاذه، حيث دعا الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عقد قمة عاجلة لبحث الأوضاع في الأردن عنوانها الأبرز تقديم مساعدات مالية للأُردن، وربما إحياء حزمة الخمسة مليارات دولار التي انتهت مدتها قبل عام.
وختم تقرير الصحيفة بالقول إن "الأُردن يتغير وبسرعة، وبات في وضع يؤهله للتَّمرُد على إرْث الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية وحلفاء جاريد كوشنر، صهر ترامب، وتابعه نتنياهو في منطَقة الخليج، إملاءات فرض صفقة القرن، وتَهويد القدس ونزع الوصاية الهاشمية كُليّا عن المُقَدسات".
وكانت زيادة الأسعار وخفض الدعم قد دفعت آلاف الأردنيين إلى التظاهر في الشوارع الأسبوع الماضي، ضد سياسات الحكومة الاقتصادية، كما دفعت هذه الاحتجاجات السلمية النادرة الملك عبد الله الثاني إلى إقالة الحكومة وتعيين رئيس وزراء جديد والذي كان أول تعهد له إلغاء الزيادات الضخمة في الضرائب.
الجدير بالذكر ان السعودية والكويت ودولة الإمارات تعهدت اليوم الاثنين، بتقديم حزمة مساعدات للأردن يبلغ حجمها 2,5 مليار دولار، وذلك حسبما ذكر بيان مشترك للدول الثلاث وذلك بعد أن أدت إجراءات تقشفية إلى اندلاع احتجاجات ضخمة في الأردن.
ر.إ