فوتو:
2018-06-07
583 مشاهدة
NRT
ذكرت وكالة "فرانس برس" ان السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرتاش، يواجه معضلتين في الانتخابات التي ستجري الشهر الجاري في تركيا تتمثلان في كسب السباق بمواجهة الرئيس رجب طيب اردوغان، فضلا عن المهمة المستعصية المتمثلة بتنظيم حملته من زنزانته.
وقالت الوكالة في تقرير لها، نشر أمس الأربعاء، 6 حزيران 2018، ان الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكوردي صلاح الدين دميرتاش، الذي اعتقل في العام 2016 بتهمة الارتباط بمنظمة كوردية محظورة، اختاره حزبه كمرشح لمواجهة أردوغان في انتخابات 24 حزيران، فيما دعا دميرتاش كل عضو في الحزب إلى تنظيم حملة انتخابية باسمه.
وكتب دميرتاش لأنصاره الأسبوع الماضي قائلا "أثق بكم لأنكم صوتي وأنفاسي"، فيما افاد منسق حملته الانتخابية ان "وجود دميرتاش في السجن غير قانوني وغير عادل، أردنا أن نظهر بأننا لا نقبل بهذا الظلم".
وأوضح التقرير ان دميرتاش، ينشر تغريدات بشكل يومي عبر محاميه تتراوح بين رسائل سياسية وتعليقات على الأخبار وأحيانا حتى الدعابات، حيث قال في تغريدة "من الاستطلاع الذي أجريته في الزنزانة، فزت بنسبة 100% في كل مرة. أمزح. في إحدى المرات غضبت من نفسي فحصلت على 50 بالمئة من الأصوات".
ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية فرع تركيا، فإن شبكة "تي آر تي" الرسمية خصصت ثلاث ثوان فقط من التغطية لدميرتاش في برامجها التلفزيونية الرئيسية في أيار الماضي، مقارنة بـ105 دقائق لاردوغان وكما هو الحال بالنسبة لمرشحين آخرين، سمحت الهيئة العليا للانتخابات لدميرتاش بتسجيل رسالة مرتبطة بحملته لشبكة "تي آر تي"، حيث طالب حزب الشعوب الديموقراطي بالسماح لدميرتاش بتسجيل مقطع مصور خارج السجن، كما نظم الحزب "مؤتمرا صحافيا" على وسائل التواصل الاجتماعي لتمكين المستخدمين من طرح اسئلتهم التي سينقلها المحامون إلى دميرتاش ليرد بدوره يوم الجمعة.المقبل.
من جانبه يرى رئيس مجلس إدارة شركة "غيزجي" لاستطلاعات الرأي مراد غزيجي أن سجن دميرتاش بإمكانه "كسر عزيمة ناخبي حزب الشعوب الديموقراطي" الذين يفترضون أن المعركة خاسرة سلفا، وتشير استطلاعات "غيزجي" إلى أن دميرتاش سيفوز بنحو ثمانية إلى تسعة بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في حين سيفوز حزبه بـ9,7 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية.
لكن رئيس مجلس إدارة معهد "ميتروبول" لاستطلاعات الرأي اوزير سنجار، أكد ان استطلاعاته تشير إلى أن دميرتاش قد يحصل على 11,4 بالمئة من الأصوات وحزب الشعوب الديموقراطي على 11 بالمئة، مبينا أن "وجوده في السجن ليس عاملا سلبيا"، كما اعتبر أن دميرتاش "هو المرشح الأفضل الذي يمكن لحزب الشعوب الديموقراطي ترشيحه فهو شاب وذكي ولديه حس فكاهة يحبه الكورد ويتعاطف معه الأتراك وخاصة اليساريين منهم".
وكان دميرتاش، قد اعتقل في تشرين الثاني عام 2016، في إطار حملة أمنية تم إطلاقها بعد الانقلاب الفاشل والتي يشير معارضوها إلى أنها تجاوزت بكثير استهداف المخططين، وهو متهم بالانتماء إلى حزب العمال الكوردستاني المحظور والترويج للجماعة المدرجة على اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية من قبل أنقرة وحلفائها في الغرب، ويواجه عقوبة بالسجن قد تصل إلى 142 عاما.
الجدير بالذكر ان صلاح الدين دميرتاش، فاز بنحو عشرة بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 2014 حيث كرس نفسه كخصم قوي لاردوغان، وأصبح حزبه بعد ذلك الحزب الأول المؤيد للكورد الذي يدخل البرلمان في انتخابات حزيران 2015 محافظا على وضعه كثاني أكبر حزب معارض في انتخابات الإعادة التي جرت في تشرين الثاني من العام ذاته.
ر.إ