تطوير لقاح لعلاج كورونا
فوتو: ارشيف
2020-04-26
1485 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
أعلنت العديد من الحكومات وشركات الأدوية والجمعيات الخيرية حول العالم عن إنفاق مليارات الدولارات في سباق تطوير لقاح لعلاج فيروس كورونا، حيث بلغ مجموع اللقاحات قيد الاختبار نحو 115 لقاحا.
ونقل تقرير أميركي عن بول ستوفيلز، كبير المسؤولين العلميين في شركة "جونسون آند جونسون" ، قوله إن الشركة دخلت في شراكة مع الحكومة الأميركية على استثمار بقيمة مليار دولار أميركي لتسريع تطوير وإنتاج لقاحها الذي لم يثبت بعد، حيث انه تاريخيا نحو 6٪ فقط من اللقاحات المرشحة هي التي تصل إلى السوق، وتحتاج إلى سنوات من الاختبارات حتى يتم اثبات فعالياتها.
وبحسب خبراء فان القواعد التقليدية لتطوير الأدوية واللقاحات تم تجاهلها في وجه فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 2.9 مليون شخص، وقتل أكثر من 200 ألف شخصا آخرين، ودمر الاقتصاد العالمي، حيث يسعى العالم لإيجاد لقاح ضد كورونا واختباره وإنتاج ملايين الجرعات منه في غضون 12 -18 شهرا فقط.
والإجماع السائد بين أكثر من 30 مديرا تنفيذيا في شركة الأدوية ومسؤولي الصحة الحكوميين وخبراء الاستجابة للأوبئة أن المخاطر ضرورية لضمان ليس فقط تطوير لقاح مضاد للفيروس التاجي الجديد بسرعة، ولكن ليكون جاهزا بمجرد الموافقة عليه.
ماذا ستستفيد هذه الشركات؟
وبالنسبة للفوائد المحتملة التي تحققها الشركات من الحصول على لقاح للفيروس، فستحصل على أرباح مالية كبيرة بالرغم من إعلان بعض الشركات الكبرى مثل جونسون آند جونسون وغلاكسو سميث كلاين بي إل سي (GSK.L)، أنها تخطط لجعل اللقاح متاحا بسعر التكلفة - على الأقل في البداية، إلا أنها ستجني أرباحا كبيرة في المستقبل خاصة إذا كانت هناك حاجة للتلقيح الموسمي ومحاولة أغلب البلدان الحصول على مخزون استراتيجي من اللقاح.
بالإضافة إلى الفوائد الأخرى من زيادة شهرتها وتعزيز مكانتها في سوق الأدوية العالمية الأخرى، لكن العثور على لقاح ناجح لا يحقق فائدة كبيرة بدون القدرة على إنتاجه وتوزيعه، وهذا يتطلب بناء مصانع لانتاج اللقاح الآن.
ويعد حجم سباق الوصول الى لقاح فيروس كورونا هو الأكبر من نوعه، فقد أعلن تحالف ابتكارات التأهب الوبائي " CEPI" أن أكثر من 115 لقاحا يجري اختبارها في جميع أنحاء العالم، ويحطم هذا السباق معايير السرعة والأمان في تطوير الأدوية واللقاحات.
كما يقوم بعض المطورين بإجراء تجارب السلامة والفعالية بالترادف، بدلا من التسلسل، كما هو الحال، في بروتوكولات الاختبار التقليدية القصيرة، ويعمل البعض الآخر في العديد من البلدان في وقت واحد، بحثا عن أسرع مسار للسوق.
من جانبه، قال ريتشارد هاتشيت، أحد الأطباء المشاركين في تجارب الحصول على لقاح "قبل أن نتأكد من فعالية اللقاح، يجب أن نكون قادرين على إنتاج عشرات الملايين من الجرعات منه في وقت قصير".
وأضاف هاتشيت الذي يرأس التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء (CEPI)، وهو اتحاد لتطوير اللقاحات تدعمه حكومات المملكة المتحدة وكندا وعدد من الدول الأوروبية، أن منظمته جمعت أكثر من 915 مليون دولار من أصل 2 مليار دولار، تحتاج إليها لتسريع اختبارات اللقاحات وتجهيز المصانع اللازمة لإنتاج ملايين الجرعات.
وأشار هاتشيت إلى أن توفير ملايين الجرعات من اللقاح على الفور، لتلقيح في مجال الرعاية الصحية وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية سيقضي على الوباء بشكل أسرع.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت هيئة الأبحاث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم (BARDA) ، وهي وكالة اتحادية تمول تكنولوجيا مكافحة الأمراض، عن استثمارات تقدر بحوالي مليار دولار لدعم تطوير لقاح فيروسات كورونا وتوسيع نطاق التصنيع للقاحات الواعدة.
ويراهن بعض الممولين على شركات التكنولوجيا الحيوية الأصغر والمختبرات الأكاديمية، التي قد تكون لديها تقنيات واعدة ولكن ليس لديها خبرة في الحصول على دواء أو لقاح معتمد وإنتاجه على نطاق واسع.
ويعتبر لقاح "J&J" أكبر رهانات الهيئة الأميركية، فقد ضخت نحو 500 مليون دولار على اختبار هذا اللقاح.
وفي حالة الحصول على لقاح لفيروس كورونا فإن أغلب خبراء الصحة لا يعتقدون أنه ستكون هناك إمدادات كافية، وستتعرض الحكومات لضغوط هائلة لتحصين مواطنيها وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق، عن تعاون دولي لجمع 8 مليارات دولار لتسريع تطوير لقاح فيروس كورونا وضمان الوصول العادل إلى أي لقاح ناجح في جميع أنحاء العالم، حيث أعلنت دول عبر أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط والأميركتين مشاركتها، لكن الولايات المتحدة والصين، وهما من أكبر شركات الأدوية في العالم، لم تشاركا.
ر.إ