قرب أحد المشافي الإيطالية
فوتو: ارشيف
2020-03-22
21654 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
كشف خبراء في مجال الصحة، الأحد، عن الأسباب التي جعلت من إيطاليا أكثر دولة متضررة من فيروس كورونا في العالم، وذلك بعد تسجيل السلطات 6557 إصابة جديدة بالوباء في عدد قياسي آخر يثير القلق، ليرتفع إجمالي عدد المصابين فيها إلى نحو 54 ألفا.
وبحسب تقارير لوسائل إعلام غربية نشرت اليوم، 22 آذار 2020، فان إيطاليا التي سجلت أمس السبت، عددا قياسيا جديدا من الوفيات بفيروس كورونا في 24 ساعة، بلغ 793 وفاة، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 4825 وفاة في شهر واحد، عادت إلى زمن الحرب العالمية الثانية، وهي تنقل جثث ضحايا المرض بالشاحنات العسكرية.
وفسر العلماء أسباب تسجيل إيطاليا أكبر بؤرة لانتشار كورونا في أوروبا، أعلى حصيلة لعدد الوفيات الناجمة عن الفيروس المستجد في العالم، من خلال عدة عوامل، يتقدمها متوسط الأعمار والنظام الصحي وإحصاء المصابين والضحايا، وقد نشر خبراء الصحة عشرة أسباب للإجابة عن سؤال لماذا أصبحت الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 60,5 مليون نسمة، نقطة محورية لتفشى الفيروس، وما الأسباب التي أدت لتفشي المرض فيها بهذه الصورة؟ وهذه الأسباب هي:
-ظلت إيطاليا في حالة إنكار لوجود المرض، ولم تتحرك بالسرعة الكافية للانخراط في تدابير الفصل الاجتماعي والحظر، وذكرت تقارير أن أجهزة المخابرات حذرت السلطات من الوباء المحتمل لكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة.
- تخلف الإيطاليون في إجراء فحص واختبار الفيروس التاجي على نطاق واسع، على الرغم من أنه أثبت فعاليته في مكافحة الانتشار.
- هاجمت طفرة هائلة ومفاجئة من المرض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في المستشفيات بالمنطقة الشمالية، والتي لم يكن يتوفر فيها عدد كاف من أسرة وحدات العناية المركزة أو أجهزة التنفس الصناعي.
- تعتبر إيطاليا واحدة من أعلى دول العالم في ارتفاع أعمار سكانها، إذ إن نحو 23,3% من مواطنيها فوق سن 65، وهو ما زاد من فرصة انتشار المرض بينهم.
- كما عزا تقرير لشبكة أميركية انتشار المرض إلى الترابط العائلي والثقافة التي تحدد طريقة الحياة الإيطالية، وقال إن وجود أسر متعددة الأجيال لا تزال تعيش تحت سقف وتحيي المناسبات بشكل عائلي، قد يكون من الأسباب التي أدت إلى تفاقم تفشي الفيروس.
- وتذكر تقارير أن من المحتمل أن يكون الفيروس قد انتشر من خلال أفراد شباب أصحاء لم تظهر عليهم أي أعراض أو ظهرت أعراض خفيفة جدا، ونقلوه لكبار السن.
-وجمع تقرير بمجلة "ديموغرافيك ساينس" المعنية بدراسات السكان بين هاتين النقطتين، وقال إن مشكلة إيطاليا مزدوجة فمن جهة تعد الدولة الثانية من حيث نسبة السكان الكبار في السن، ومن جهة أخرى فإن الشباب فيها يختلطون دوما بأقاربهم الأكبر سنا، مثل أجدادهم.
- وذكر خبير صحي مع بداية انتشار المرض في إيطاليا، أن الخطأ الأول الذي اقترفته الحكومة الإيطالية كان أنها لم تمنع الرحلات المباشرة من الصين باتجاه إيطاليا، وهذا مكن ذلك دخول العديد من المسافرين المصابين العائدين من الصين إليها أو المارين بها عن طريق رحلات "الترانزيت" ونشر العدوى، دون التمكن من مراقبتها أو تتبعها وحصرها.
-أما الخطأ الثاني القاتل حينها، فهو عدم وضع العائدين من الصين إلى إيطاليا في الحجر الاحترازي، كما فعلت دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
-ومن الأسباب التي أيضا أن سياسيي الصف الأول في البلاد أظهروا جهلا في التعامل مع خطورة الأمر، وظهرت بينهم مناكفات سياسية حول الإجراءات الواجب اتباعها في ظل هذه الظروف، وقد دعا بعضهم عبر شاشات التلفزيون المواطنين إلى ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي، رغم بوادر تفشي المرض.
ر.إ