عناوین:

رواية كردية تتطرق إلى"خيوط الوصل" بين الكرد والعرب

رواية "آتيلا آخر العشاق"
فوتو: أرشيف
2018-12-26

1444 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

نشر السياسي والنائب السابق، سردار عبد الله الذي رشح نفسه لرئاسة الجمهورية ايضا ضمن سبعة مرشحين، رواية جديدة بعنوان "آتيلا آخر العشاق" طرح فيها قضايا العشق وعلاقتها بالثورة وخيوط الوصل بين العربي والكردي.

 وذكر قراء أن الرواية الجديدة، تظهر أنه يتحدث للوهلة الأولى عن السياسة من نافذة الرواية بعد أن بقي خطاب السياسة في حالة الجمود بلا ولادات جديدة.

وعن مضمون الرواية فيستهل "آتيلا آخر العشاق" السرد في ليلته الأخيرة بالوقوف متشككا "متحديا الغيب" بكأس من الخمر، متحيرا فيقرر شربها حين يغضب فـ"يكفر" بكل شيء، ثم يهدأ فيستغفر ويقرر عدم شربها، والإستمرار بالإلتزام بتوبته التي تلقاها قبل سنوات على يد قروية أمية عشقها، ورفضوا تزويجها به لعدة أسباب، فتنتشر الحكاية لتصبح شاغلة الناس، الذين يتفاعلون معها، مثلما أصبحت حكاية توبته شغلهم الشاغل من قبل.

وتستمر هذه المكابدة بين شربه كأس العرق الذي يعني نقض توبته والعودة إلى حياة الإدمان التي عاشها قبل لقائه تلك الفتاة القروية، وبين عدم شربها والبقاء ملتزماً توبته وعهده لحبيبته فاطمة، التي لن يلتقيها لأنها سيقت مع أهلها وعشرات الآلاف الى المقابر الجماعية أثناء جرائم الانفال.

وتتابع فصول الرواية بان الشاب شاسوار يتكفل بالتوالي مع آتيلا بسرد بقية الفصول مستذكرا ما حدث في عقدين من تاريخ العراق وكردستان، بما فيها صعود الثورة الكردية وانهيارها نتيجة اتفاقية الجزائر، ثم الحرب العراقية الإيرانية، ثم حرب الكويت بمرحلتيها، وانتفاضة العراقيين ومهنم شعب كردستان، موفرا بذلك الخلفية السياسية والإجتماعية التي تدور فيها احداث حياة آتيلا الذي كان مدمنا سكيرا فتاب على يد تلك القروية، ويهتدي في جلسة سمر يلتقي فيها مقاتل شيوعي عربي من الناصرية بشاسوار الذي يريد قتله، لكنه يكمل معه الليلة بجلسة صفاء خمرية مستغرقين في الحديث عن الأغاني والشعر، والشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطار، فيهيم آتيلا إلى أن يحصل على نسخة من كتاب العطار المسمى (منطق الطير)، فتنزل روح العطار في آتيلا الذي يكابد بعض ما وقع للعطار قبل قرون من ذلك.

وتندرج عشرات الحكايات الواردة في "منطق الطير" في النص الروائي، وكل حكاية حسب سياقها ومقتضيات السرد، ويتم أيضا تسليط الضوء في الروايةعلى العديد من المعضلات من الصراع الطبقي، التقاليد وسطوتها، الصراع الطائفي وانعكاساته الاجتماعية، الصراع القومي، التعايش القومي الذي يتوج باستشهاد مقاتل عربي بغدادي في صفوف الثورة الكردية، الثورات الكردية وهزائمها وانتصاراتها، جرائم الإبادة الجماعية بما فيها الأنفال وقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وغيرها الكثير.

كذلك تسترجع أحداث هامة في لباس روائي منها، موت الرئيس الجزائري هواري بومدين، والثورة الإيرانية وهروب الشاه وسقوط نظامه، وغيرها من الأحداث المفصلية التي حكمت حياة شعوب المنطقة ومصائرها.

وكاتب الرواية سردار عبدالله، من مواليد بغداد عام 1966، ترك دراسته الاعدادية عام 1985 والتحق بصفوف البيشمركة، وبقي مستمرا في النضال السياسي وكان أحد المرشحين السبعة لمنصب رئيس جمهورية العراق مؤخرا، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة "كوفار" التي تنشر بالكردية منذ عام 1998، وهويكتب باللغتين الكردية والعربية للصحف العراقية والعربية الدولية منذ عام 1997.

ر.إ

البوم الصور