فوتو:
2018-08-21
67834 مشاهدة
NRT
اكدت دراسة جديدة صادرة عن مركز الدراسات المستقبلية في السليمانية ، ان التوتر الحاصل في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة سيكون له تداعيات ظاهرة على اقليم كوردستان في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط الاقليم بطرفي النزاع والاهمية القصوى لكوردستان لكل من واشنطن وانقرة.
وبحسب الدراسة فان اقليم كوردستان لها اهمية قصوى لكل من امريكا وتركيا، بل ان الاقليم في نظر كلتا الدولتين، لا يمكن التفريط فيها"، فمن وجهة نظر الولايات المتحدة، ومن خلال معاينة خريطة المصالح الامريكية وصراعات واشنطن في المنطقة، يمكن تبيان اهمية اقليم كوردستان وبالاخص مع امكانية توسع الصراع بين امريكا وايران واستمرار العقوبات على طهران، لان نصف القوى الموجودة على الساحة العراقية هم حلفاء لايران، كما ان الصراع مستمر مع حكومة دمشق اضافة الى تصاعد الخلافات المتفاقمة مع تركيا، نرى بوضوح ان كلا من الاردن والاقليم هما الوحيدتان اللتان تدعمان المصالح الامريكية في المنطقة التي تشهد صراعات سياسية، وهذا يؤدي الى ازدياد اهمية اقليم كوردستان ضمن السياسية الامريكية".
واوضحت، انه "يمكن للاقليم ان تلعب ادوارا جديدة، وبالاخص في حال استمرار اقفال ابواب بغداد وانقرة وطهران ودمشق بوجه واشنطن، فقد كانت واشنطن تحلم بان تؤدي الانتخابات العراقية الى تكوين تحالف (شيعي –سني- كوردي ) بقيادة العبادي ونجيرفان وقباد، لكن نتائج الانتخابات لم تتوافق كثيرا مع هذا الحلم الامريكي، دمشق منذ امد بعيد اصبحت خارج خطوط المصالح الامريكية وطهران مستمرة في سياساتها المعادية لواشنطن وتركيا باتت ضمن الدول الشبه منغلقة امام امريكا"، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل يستطيع اقليم كوردستان اعطاء شيء جديد لامريكا، وهل الدول المحيطة بالاقليم (وبالاخص تركيا) سترضي بان يكون الاقليم بديلا لها عند واشنطن.
وتابعت، اما من وجهة نظر تركيا قان الاقليم يمثل عمقا استراتيجيا لانقرة وبالاخص في مجالات القوة الناعمة والتأثير على القوى السياسية في كوردستان تركيا وسوريا ووضح حد لحزب العمال وحماية حدودها الدولية من داخل الاقليم و حجم التبادل التجاري، فقد ادى نفط وغاز اقليم كوردستان الى ازدياد اهمية انقرة على خريطة الطاقة في العالم.
اذن فالاقليم له اهمية قصوى بالنسبة لتركيا وللمفارقة فان تركيا لها نفس الاهمية بالنسبة لكوردستان ولا تستطيع اربيل التغاضي عنها من اجل الاصطفاف في المعسكر الامريكي، من النظرة الاولى يبدو الوضع السياسي في الاقليم ذهبيا، لكن الاخطاء الذهبية تكون خطرا كبيرا على المسقبل، ولايمكن الاستفادة منها كثيرا، صحيح ان دعم امريكا يفتح ابوابا واسعة في العلاقات الدولية، لكن في ظل الظروف الحالية قان تحالفا مطلقا مع واشنطن من دون مراعاة التوازنات الاقليمية يمكن ان يؤدي الى العزلة، ومن غير المستبعد ان يؤدي الى تراصف القوى المختلفة كما حصل مع تداعيات الاستفتاء حين وقفت جميع القوى الاقليمية ضد اربيل.
واشارت الدراسة انه "من خلال النظر الى الوضع الدقيق القائم في المنطقة، فان اتخاذ موقف معين من اجل الحصول على اقصى المنافع لن يكون من دون خسائر واضرار، المهم لاقليم كوردستان ان تدير الوضع بصورة ايجابية خلال تعاملها السياسي مع نفوذ الولايات المتحدة وتركيا، اذ من غير المستبعد ان يكون هناك تنازلات متبادلة بين الطرفين (واشنطن وانقرة) على حساب اربيل ، مثلما حصل في عفرين ومنبج، حيث اتفقت واشنطن وانقرة على حساب حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
ونوهت الدراسة الى "ان النموذج القطري في التعامل مع الازمة الخليجية خلال العامين الماضيين في الحفاظ على نوع من التوازن بين امريكا وايران وتركيا لمواجهة الازمة مع اشقائها في الخليج هي افضل الخبارات المتاحة امام اقليم كوردستان للتعامل السياسي مع الازمة الراهنة في العلاقات التركية الامريكية"، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة حول امكانية الاقليم في الحفاظ على التوازن بين الطرفين؟ لان نقطة الضعف الكبرى لكوردستان تتمثل في الخطاب الداخلي المتشرذم واتباع سياسات قصيرة المدى والمشاكل الاقتصادية الداخلية، وكل هذه العوامل ربما ستساهم في احتمالية ان يصبح الاقليم ساحة لحروب بالوكالة بين امريكا والقوى الاقليمية.
وخلصت الدراسة الى ان هناك قوى عديدة "اضافة لاقليم كوردستان" تبحث عن حل وسط وسيناريو سياسي جديد للتعامل مع الازمة الناشئة بين امريكا و تركيا، وخصوصا تحالف العبادي والصدر وبعض القوى السنية في العراق وقوى اخرى حاكمة داخل ايران ونفس الشيء قي داخل تركيا، والكل يحاول تبني موقف سياسي ثالث متميز عن التشدد السياسي الامريكي والتركي.
ا.ح