من احتفالات نوروز
فوتو: أرشيف
2019-03-20
4782 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
يحيي الشعب الكردي في العراق وسوريا وتركيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان ودول أخرى وسط آسيا، في يوم 21 آذار من كل عام عيد نوروز القومي، الذي يعود إلى العصور القديمة.
ويحتفل مئات الملايين حول العالم هذا الأسبوع بعيد نوروز "اليوم الجديد" الذي يصادف 21 آذار من كل عام، كما يعتبر رأس السنة الفارسية، ويجمع الشعوب الآرية التي كانت تعيش منذ آلاف السنين في البقعة الجغرافية التي سميت بعد انتهاء عصر الامبراطوريات، ببلاد فارس ثم تغير إلى إيران.
ويعتبر نوروز العيد الوحيد الذي يحتفل به من قبل قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات وبمظاهر احتفالية ضخمة وباذخة أحيانا، وهو عطلة رسمية في الكثير من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان وغيرها من الدول التي تعترف حكوماتها بهذا العيد.
وقد كان للقوافل التجارية قديما والتي استخدمت طريق الحرير (الطريق التجاري الذي ربط بين الصين وأوروبا وغرب آسيا) دورا كبيرا في نقل أفكار ومعتقدات وثقافات وطقوس الأديان بين أبناء الامبراطوريات المتعاقبة.
وفيما يتعلق أصل عيد نوروز فان له عدة روايات، حيث يربطه الكرد بأحداث تاريخية امتزجت بأساطير عديدة، إلا أن الرواية الأكثر شيوعا بينهم تقول أن قيام شخص يدعى "كاوا الحداد"، والمعروف بمناصرته للخير، بمقاومة الملك الظالم "ضحاك" والانتصار عليه وإشعال النيران في قصره إشارة للتحرر من العبودية، واحتفالا بذلك يقوم مناصروا "كاوا الحداد" بإشعال النيران في أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر.
والتزاما بما جاء في الأسطورة يعتبر إشعال النيران ليلة 20 و21 من شهر آذار كل عام خاصة في أعالي القمم أو التلال المحيطة بالأماكن السكنية، رمزا للحرية و الخلاص من الظلم والشر لدى الكرد.
وبخلاف الروايات والأساطير تربط بعض المصادر الكردية بين عيد نوروز ببداية فصل الربيع أو موعد الاعتدال الربيعي في الـ21 من شهر آذار، فيما تشير بعض الروايات إلى تزامن المناسبتين الربيع والخلاص من الملك "ضحاك" في أسطورة كاوا الحداد، والذي حضر اسمه في الأغاني التقليدية الكردية وفي الروايات والقصص التي يتناقلها الكرد.
أما بالنسبة لتسمية عيد نوروز، فهي مركبة من كلمتين كرديتين، الأولى "نو" وتعني الجديد والثانية "روز" أو "روج" وتعني اليوم، وبالتالي تعني كلمة نوروز بشقيها (اليوم الجديد) وهو أيضا أول يوم من رأس السنة الكردية، ويتم الاحتفال بعيد نوروز عادة بمراسم احتفالية في مدن وقرى مناطق الكرد.
ويتم الاستعداد له لدى الكرد من خلال تزيين كل من النساء والرجال والكبار والصغار باللباس الكردي التقليدي، ثم الخروج به من المنازل إلى الطبيعة، وطهي الأطباق التقليدية، بالإضافة للعب بالماء، كرمز للتطهير، بينما كان يتم الاستعداد له لدى الفرس من خلال وضع مائدة تتضمن سبعة أشياء تبدأ بحرف السين، وهي: سبزه وتعني الخضار، وسركة، وتعني الخل، وسنجد، وتعني ثمرة تشبه التمر، وسمنو، وتعني نوع من الحلوى الإيرانية، وسيب، وتعني التفاح، وسير، ويعني الثوم، والسماق، وهو أحد أنواع البهارات.
جدير بالذكر ان يوم نوروز يحتفل فيه أيضا العديد من بلدان قارة آسيا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز، بحيث يصل إجمالي عدد المحتفلين به حول العالم أكثر من 300 مليون شخص، والاحتفال به يعود إلى أكثر من 2000 سنة، وقد تم إدراجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2009.