كرد وعرب يحتفلون بتوقيع اتفاقية 11 آذار
فوتو: أرشيف
2019-03-11
3376 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
بعد سنوات طويلة من الاشتباكات والصراعات بين الحكومة العراقية والكرد، أعلنت اذاعة وتلفزيون بغداد في وقت متأخر من مساء الحادي عشر من آذار 1970 اعلانا عن توصل القادة الكرد مع الحكومة المركزية الى اتفاقية، سميت فيما بعد "بيان الـ 11 من آذار".
وتعود فكرة الاتفاقية الى فترة حكم الرئيسين الأخوين عبدالرحمن وعبدالسلام عارف، لكن الانقلابات والأحداث التي شهدها العراق أجلتها الى "عهد البعث"، وقد وقع عليها نائب رئيس الجمهورية حينذاك صدام حسين، وزعيم الحركة الكردية الملا مصطفى بارزاني.
ونصت الاتفاقية على اعتراف الحكومة المركزية بحق الحكم الذاتي للشعب الكردي في خطوة غير مسبوقة على الصعيد الرسمي بين دول المنطقة، كما وافقت بغداد بموجبها على مبدأ الشراكة مع الكرد في ادارة الدولة العراقية، اضافة الى الاعتراف بالكردية لغة رسمية في البلاد الى جانب اقرار الحقوق الثقافية للكرد وباقي المکونات العراقیة.
وشهدت المناطق الكردية هدوءا لفترة من الوقت في ظل الاتفاقية، لكن "شيطان التفاصيل"، افسد الأجواء، حيث اختلف الجانبان على ترسيم الحدود الادارية للحكم الذاتي الكردي، وخاصة مدينة كركوك وحق الجانبين في ثروتها النفطية، وفي عام 1974 أعلن "نظام البعث" من طرف واحد منطقة الحكم الذاتي للكرد دون أن تتضمن مناطق كركوك وسنجار وخانقين التي شكلت ضمها للحكم الذاتي مطلبا أساسيا لقيادة الحركة الكردية.
ومن اللافت أن عددا من السياسيين الكرد قبلوا بالحكم الذاتي المحدد من قبل بغداد بشكل أحادي الجانب وانخرطوا فيما عرف بـ "الحكم الذاتي الشكلي" في الادبيات السياسية والشعبية الكردية فيما بعد، واحتفلت جهات كردية بالاتفاقية ورأت فيها أحد منجزات "ثورة أيلول" 1961 بقيادة الملا مصطفى بارزاني، فيما اعتقد آخرون أنها لم تكن سوى حيلة من حيل "نظام البعث" للحصول على هدنة تتيح له تنظيم صفوفه لاستئناف القتال فيما بعد خاصة بعد أن وقع صدام حسين والشاه الايراني في آذار 1975 "اتفاقية الجزائر" لوأد الحركة الكردية.
ويشدد آخرون على أن "اتفاقية آذار" ستظل وثيقة تاريخية تقر وتعترف لأول مرة بالحكم الذاتي للكرد وأصبحت سابقة للمفاوضات التي تجري على الدوام لإيجاد حل دائم للقضية الكردية.
وكان مجلس وزراء إقليم كردستان اليوم، أصدر اليوم الاثنين، بيانا بمناسبة الذكرى الـ49 لاتفاقية 11 آذار، لافتا إلى أن الحكومة الاتحادية، أقرت خلالها بالحقوق السياسية والإدارية للشعب الكردي.
جدير بالذكر ان حكومة اقليم كردستان تعلن تعطيل الدوام الرسمي كل عام في الحادي عشر من آذار، بمناسبة ذكرى إعلان التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي بين الكرد والحكومة العراقية.