عناوین:

تراث بغداد: امين المميز عدد "بنات الهوی" في العاصمة قبل منتصف القرن الماضي

فوتو: 
2019-01-11

8910 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

سلط الخبير القانوني، طارق حرب، الضوء على جوانب معينة من تاريخ "البغاء" في بغداد، من الازقة المظلمة في ليل العاصمة الحالك، والذي لم يحظ بدراسة مستفيظة من قبل الدارسين.

ونشر حرب كتابة مطولة على شكل منشور في صفحته الرسمية على "فيسبوك" قائلا: "في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عما ورد في كتاب بغداد كما عرفتها للبغدادي أمين المميز ذلك الكتاب الحاصل على الجائزة الاولى للمجمع العلمي العراقي سنة 1952 والذي يتكلم عن ذكريات المميز وعمله بالسفارات ولقائه ببعض الشخصيات والامور السياسية لكنه خصص صفحتين لبعض بائعات الهوى في بغداد في النصف الاول من القرن العشرين يوم كان فعلهن مباحاً وقبل اغلاق المبغى العام في منطقة الميدان ببغداد وتحريم البغاء وصدور قانون بالمعاقبة على فعل البغاء في خمسينات القرن العشرين".

واضاف، "ومما ذكره أمين المميز التي يسميها المومس وليس البغي أو الداعرة أو غير ذلك من الاسماء التي تطلق على البغي منها (القحبة) واسمها زهرة العجمية حيث بعد اغلاق المبغى العام قي الساعه الثالثة كما قررت تعليمات المبغى ذلك تخرج وتستأجر عربة شيخان (العربنچي) وتدور في رصافة بغداد من شمال بغداد حيث محلة الميدان التي يوجد فيها المبغى العام وحتى جنوبها في الباب الشرقي وبعد اكمال الجوله تعود الى المبغى وهنالك سيارتان سودوان من نوع (بيوك) واحدة لبهية العربية والاخرى لروجينا مراد اللتان يقومن بدور الوساطة بين البغيات الاجمل وبين طالبي هذه المتعة من الطبقة الارستقراطيه وفي محلة الذهب بالكرخ كانت هنالك (ريمه أم العظام) التي تتسم بكثرة القلائد والخواتم وسوارات الذهب التي تتحلى بها وكانت هنالك (ريمة الحكاكة) في بيتها المقابل لسوق الصفافير وهنالك التي اتخذت اسم زكية العلوية ودارها في محلة كوك نظر التي سكن في دارها الكبير الشاعر الرصافي فترة من الزمن بداية ثلاثينات القرن العشرين وبدرية السودة شديدة السمرة والتي لها مكانة عند أبناء ذوات بغداد وبدرية السواس الجميلة الجذابة أصلها من حلب السورية والتي كانت راقصة في ملهى نزهة البدور والتي أحبها أحد ضباط الشرطه الذي تزوجها وحمدية الراقصة في ملهى الهلال والتي عشقها أحد شاغلي منصب القائمقام في الفرات الاوسط والذي انتهى به الامر مسجوناً في سجن العمارة وضرب بها المثل لأخلاصها لصاحبها.

وتابع، انه هنالك ايضا "نزهت الحلوة أو نزهت البغدادية وكانت راقصة في ملهى عبدالله ما شاء الله والذي سمي بملهى الجواهري على الرغم من انها لا تحسن الرقص ولا الغناء لكنها جميله جذابة وعشقها أحد الاثرياء من الشباب الى داره في البتاوين وبقيت خليلة له الى نفاذ امواله ولميعة التي اشتهرت بالغناء واحياء الحفلات والسهرات في اطراف بغداد قريباً من بعقوبة وبنات مريم خان وهن ثلاثه بنات تفاحة ونجية ورجو الاولى كان لها بيت قريباً من شارع المتنبي والثانية لها مكانة عند الشباب البغدادي والثالثة كانت حظية عند أحد النواب لمحافظة كربلاء وبنات نومة ليلو وخزنة وترفعن بالمهنة حتى صعدن على مسرح ملهى الجواهري وفريدة والتي امتازت عند شباب بغداد بجاذبيتها الجنسية وظرافة نكاتها حتى ان أحد المعجبين بها قال شعراً شاع في بغداد سريعاً: "طيرة وفريدة بالبلم وحواجبها جر القلم".

واستطرد حرب في مقاله "والبلم هو الزورق الصغير وصبيحة والتي شاع انها سادية ومصابة بالشذوذ الجنسي التي كانت صاحبة أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب بكر صدقي سنة 1936م وحنيني أو حنينة وهي يهوديه التي تتخذ من ( أوتيل متروبول) في شارع الرشيد مرتعاً لها باعتبارها (ارتيست) والمشهورات بنات مراد روجينا وسليمة ومسعودة وروزة الملقبات بالباشا قيل كلقب وقيل ان هذا اسم لأبيهم وأحلام ربيبة المغنيه منيره الهوز وز".

يذكر أنه مع دخول الجيش البريطاني إلى بغداد عام 1917 انتقلت مهنة الدعارة إلى المرحلة العلنية، وصار للـ"عاهرات" تجمعات سكنية عرفت عند البغداديين بــ"الدرابين" أي الأزقة الضيقة ذات المدخل الواحد، ونظم الاحتلال البريطاني عمل "العاهرات" بقوانين، وأصدر لهن هويات خاصة، وإجازات رسمية، كما ألزمهن بإجراء فحوصات طبية دورية.

البوم الصور