عناوین:

القصة الكاملة للسكر.. مآسي وراء اكتشاف أكثر المنتجات حلاوة

فوتو: 
2020-09-26

1848 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

اظهر كتاب جديد حول تأريخ السكر، ان السكر ليس ضارا بالصحة فقط، بل بالمجتمع ايضا، فخلف هذه الحلاوة التي رافقت أفراح الناس واحتفالاتهم عبر التاريخ تكمن معاناة غير عادية.

وجاء في كتاب  "تاريخ السكر المذهل.. تاريخ العالم"، للاستاذ الفخري بجامعة يورك "جيمس والفين"، ان "السكر كان مصدرا لاضرار كارثية بالنسبة للقوى العاملة من العبيد وعمال السخرة الذين زرعوه، وبالمروعة بالنسبة للبيئة في المناطق التي زرع فيها، أما آثاره على الصحة فلم تعد تحتاج إلى دليل".  

واضاف، انه بسبب الشراهة أو الاستشفاء، وربما كرمز ديني أو لإظهار الثروة والقوة، أصبحت الأطعمة والمشروبات السكرية معروفة لدى بعض الحضارات منذ آلاف السنين، فاستهلك السكر أولا على شكل عسل، وسرعان ما صنع من قصب السكر في الهند قبل قرنين من ميلاد المسيح".

ويبدو أن ثقافة قصب السكر -كما يرى المؤرخ- التي ولدت في الهند انتشرت في أفريقيا والشرق الأوسط وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، وبحلول عام 1400 زرع قصب السكر في مصر وسوريا والأردن وشمال أفريقيا وإسبانيا، وربما إثيوبيا وزنجبار.

واوضح، ثم عبر قصب السكر المحيط الأطلسي وبدأت قصة السكر المأساوية بالانفجار الكبير في إنتاجه في الأميركتين بعد عام 1600 ليشبع نهم الشركات، ولكن ثمن ذلك كان ألما كبيرا، تمثل في جلب العبيد من أفريقيا، ثم استبدالهم لاحقا بعمال من آسيا، ولم تكن ظروفهم المعيشية أفضل، ثم بتدمير الشعوب والمناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي في الأميركتين بسبب مزارع قصب السكر العملاقة.

أما بالنسبة لصحة آكلي السكر، فيروي المؤرخ أن هذا المنتج الذي كان حكرا على الأقوياء، وكان تذوقه في البلاط الفرنسي والإنجليزي وراء ما عرف عن لويس الرابع عشر أو إليزابيث إير من أسنان تالفة، قبل أن ينتشر التسوس بين عامة الناس فيما بعد.

ومع زيادة الإنتاج -كما يقول المؤرخ- أصبح السكر والمنتجات المصنعة منه كدبس السكر والعصير المحلى، وسيلة غير مكلفة وفعالة لزيادة السعرات الحرارية التي يحصل عليها أفقر الناس.

ولذلك -يرى والفين- أن وباء السمنة الذي يعاني منه العالم اليوم جاءت بذوره من الثورة الصناعية، والأرباح الناتجة عن تجارة السكر، التي خلقت تكتلات كبيرة كانت تسهم في الحروب الاستعمارية وتملي قراراتها السياسية.

وختم الكاتب بأن السكر إضافة إلى أنه محسن للنكهة، يعد مادة حافظة ممتازة، وهو حجر الزاوية في فلسفة صناعة الأغذية، الذي مكنها من تحويل طعام منخفض التكلفة إلى ذهب تجاري، وخلق عالما يكون فيه الطعام غير الصحي أكثر ربحية من الطعام الجيد.

ا.ح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البوم الصور