عناوین:

حقائق عن الكاتبة الأميركية التي تنبأت بوصول ترمب إلى البيت الأبيض قبل عقدين

الكاتبة الأميركية الراحلة اوكتافيا باتلر
فوتو: ارشيف
2020-03-26

3091 مشاهدة

ديجيتال ميديا إن آر تي

تنبأت رواية "حكاية رمزية عن المواهب" الصادرة عام 1998 للكاتبة الأميركية أوكتافيا إي. باتلر، بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى الرئاسة.

وتنتمي الرواية إلى فئة الخيال العلمي، وتدور أحداثها في مستقبل كابوسي، وصدرت قبل نحو عقدين من تنصيب دونالد ترمب، رئيسا للولايات المتحدة، وقد شكلت هذه الرواية - مثلها مثل غالبية أعمال باتلر - تحذيرا من الاتجاه الذي ربما تمضي فيه الولايات المتحدة والإنسانية بأسرها، لكن المفارقة أن الأحداث التي نمر بها حاليا تجاوزت ما تخيلته الكاتبة في جوانب عدة.

أحداث روايتها هذه، التي تشكل جزءا ثانيا لرواية "حكاية رمزية عن ناثر البذور" (1993)، تدور في عام 2032 أي بعد 12 عاما تقريبا من الآن. ورغم أن الرؤية التي تعبر عنها الكاتبة خلالها تتسم بالجموح، فإن كثيرا مما تتحدث عنه فيها يبدو في حدود المعقول الآن، على غرار حدوث شح متزايد في الموارد، وارتفاع لدرجة حرارة الأرض، وتصاعد للتطرف الديني، فضلا عن نزوع أبناء الطبقة المتوسطة للحياة، في أحياء أشبه بجيوب مغلقة على قاطنيها.

وقد ولدت أوكتافيا إستل باتلر في 22 حزيران 1947، لأب كان يعمل ماسحا للأحذية، توفى وهي في سن صغيرة للغاية، ما أدى إلى أن تتعهدها أمها - التي كانت تعمل خادمة - بالتربية والعناية، في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا.

ولأنها كانت طفلة وحيدة، فقد بدأت في إزجاء وقتها من خلال سرد قصص مُتخيلة، وهي لم تتجاوز الرابعة من العمر. وعندما شبت عن الطوق - خجولة على نحو مزعج وأطول قامة ممن هم في سنها - أصبح عشقها لروي القصص مهربا لها وملاذا، في ضوء أنها نشأت في فترة ساد فيها التمييز العنصري. ورغم معاناتها من عسر القراءة، فقد كانت باتلر قارئة نهمة كذلك.

أما أمها - التي لم تسمح لها ظروفها سوى بتلقي النذر اليسير من التعليم - فلم تتوان عن مساعدتها على الاطلاع، عبر استخراج بطاقة عضوية لها في إحدى المكتبات، وجلب الكتب التي يتخلص منها أصحاب المنازل، التي كانت تقوم بتنظيفها.

وفي سن الثانية عشرة، اكتشفت باتلر الخيال العلمي هذا الجنس الأدبي الذي سيستحوذ على انتباهها ككاتبة أكثر من أي شيء آخر. وقد سبق أن قالت في هذا الشأن: "راق لي الخيال العلمي بشكل أكبر حتى من الأعمال ذات الطابع الفانتازي، لأنه يتطلب تفكيرا أكثر، والمزيد من البحث بشأن الأمور التي افتتنت بها".

وبعدما أنهت دراستها الثانوية، حصلت باتلر في عام 1968 على درجة جامعية في الآداب من كلية مدينة باسادينا. وخلال السبعينيات من القرن الماضي، شحذت باتلر مهارتها في الكتابة، ووجدت لنفسها مرشدا مُعلما في مجال أدب الخيال العلمي، وهو الكاتب المخضرم هارلان إليسون. وخلال حضورها ورشة عمل متخصصة في كتابة هذا النوع من الأعمال الأدبية، أصدرت باتلر أولى رواياتها.

وكانت الكاتبة، تضطر وقتذاك للاستيقاظ في الساعة الثانية من فجر كل يوم، لتشرع في الكتابة، نظرا لأنها كانت تعمل في الوقت نفسه، في عدة مهن لكسب قوت يومها، وذلك في مجالات مثل غسل الصحون والترويج للسلع عبر الهاتف، والتحقق من جودة المنتجات في مصنع للمقرمشات.

وفي عام 1975 وبعد خمس سنوات من المحاولات التي لم تكلل بالنجاح، تمكنت من بيع حق نشر روايتها الأولى "سيد الأنماط". وعندما نشرت الرواية في العام التالي، أشاد النقاد بحبكتها المُحكمة، وبطلتها ذات التوجهات التقدمية.

ونظرا لأنها عاشت طيلة عمرها على الساحل الغربي للبلاد، فقد قررت السفر على متن حافلة تأخذها عبر الولايات المختلفة إلى مقصدها. وخلال ساعات الانتظار الثلاث في محطة للحافلات، كتبت باتلر الفصول الأولى والأخيرة، مما سيصبح بعد ذلك رواية "كيندرد" (أقرباء) التي نشرت عام 1979، ولا تزال حتى الآن عملها الروائي الأكثر مبيعا.

أما عقد الثمانينيات فكان زاخرا بالجوائز بالنسبة لباتلر، ومن بينها جائزتا هوغو التي تمنح منذ عام 1953، لأفضل روايات الخيال العلمي. كما نشرت خلال ذلك العقد ثلاثية "تناوب الأجيال"، التي طرأت فكرتها على ذهنها، خلال نقاش دار بشأن كيفية "شن حرب نووية رابحة"، في غمار سباق التسلح بين الشرق والغرب الذي دار في تلك الحقبة.

وقد توفيت باتلر عام 2006، بعدما سقطت قرب منزلها في ولاية واشنطن. ورغم أنها كانت قد عانت في الفترة الأخيرة من حياتها، من الاكتئاب وفقدان الحماسة للكتابة، وهو ما كان يرجع جزئيا لأدوية تناولتها لمعالجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فقد واصلت التدريس. كما نشرت في عام 2005 رواية "الفرخ الصغير"، التي كان على بطلتها مصاصة الدماء، الانتقام من هجوم شرير تعرضت له، وإعادة بناء حياتها وتكوين أسرتها. وفي ذلك الوقت، كانت رواياتها قد ترجمت إلى 10 لغات، وبيعت منها مجتمعة أكثر من مليون نسخة.

وفي الأعوام التالية، لم تكف قاعدة شعبيتها عن النمو باطراد. وتبين كذلك أنها لم تخترع الشعار الانتخابي الذي أوردته في "حكاية رمزية عن المواهب" (1998) وراق لترمب، فقد اتضح أن هذا الشعار استخدم من جانب رونالد ريغان في حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة عام 1980، كما لجأ إليه لاحقا بيل كلينتون، رغم أنه اعتبره في وقت لاحق لذلك، ذا طابع عنصري ويروق للناخبين الأميركيين ذوي البشرة البيضاء، من ذوي التوجهات المتشددة في هذا الجانب.

 

ر.إ

البوم الصور