الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
فوتو:
2018-11-22
4573 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الولايات المتحدة التي فرضت مؤخرا عقوبات اقتصادية على إيران، تكافح الآن بشكل أحادي ضد حق بقية العالم في الانخراط في تجارة قانونية مع إيران.
وقال المحلل والسفير البريطاني السابق لدى طهران، ريتشارد دالتون، في مقال نشرته الصحيفة، الأسبوع الماضي، ان سياسة واشنطن تتماشى مع الادعاء القائل بأن إيران تمثل تهديدا أمنيا كبيرا على الشعب الأمريكي، وهو ما يمثل "مبالغة واضحة".
وأضاف أن "الولايات المتحدة نفسها ليست بلدا طبيعيا ، فالتواطؤ والانخراط في العدوان المريع على اليمن ودعم إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ليست أعمالا طبيعية، وكل من يتدخل في صراعات الشرق الأوسط الإقليمية، ومنهم إيران، يفعلون ما تفعله الدول دوما أي محاولة التأثير على نتائج الأمور لتصب في مصالحهم الحقيقية أو المتصورة".
وأوضح الباحث المساعد في "تشاتام هاوس" أنه من " وجهة نظره، ستظل إيران مستقرة على رغم ارتفاع معدل التضخم وموجة الكساد القاسية التي يتوقعها صندوق النقد الدولي، كما سيزداد الاستياء العام، وربما الاحتجاجات، زيادة بالغة، ومع ذلك سيحاول قادة إيران اجتياز العاصفة".
وتابع " ان انتخابات 2020 في الولايات المتحدة ستكون حاسمة بالنسبة لإيران، ولن تستطيع التعايش مع تطاول أمد الأزمة أربع سنوات أخرى إذا فاز ترامب مجددا، وسيكون هدفها تفادي المواجهة حتى ذلك الحين، وتجنب استفزاز الولايات المتحدة في المنطقة أو إعادة افتتاح الأجزاء التي أغلقوها من البنية التحتية لبرنامجهم النووي".
وأكد ان "خامنئي شخص عنيد لا يتنازل عن موقفه، كما ان القادة الإيرانيين يتمتعون بالعزم والتصميم، ومن غير المرجح أن تكون الأضرار الاقتصادية والمعاناة الشعبية خلال العامين القادمين كافية لإجبار الحكومة على التحرك، والأهم من ذلك عدم وجود حملة دولية متفق عليها ضد إيران هذه المرة، حيث صمم الاتحاد الأوروبي، آلية للالتفاف على العقوبات لتحقيق بعض السيولة المالية، على رغم أن الإيرانيين لن يعولوا على نجاعة هذا الأمر."
وبين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد أنه يريد تحقيق إنجاز ديبلوماسي مثل الذي حققه مع كوريا الشمالية، لكن لا يبدو هذا الأمر قابلا للتحقيق، فإيران منفتحة على المفاوضات، لكن فقط وفق الشروط التي تراها مقبولة، والولايات المتحدة، تحاول اتخاذ موقف قوي تتفاوض من خلاله.
وأشار إلى ان هناك مخاطر قد تتحملها الولايات المتحدة إن لم تخفض سقف مطالبها، حيث قد يؤدي الطلب الصيني والهندي والتركي على النفط الإيراني إلى خلق قنوات بديلة للتبادل في التجارة العالمية، تقوض موقف الدولار وتضعف قدرة الولايات المتحدة على استخدامه سلاحا في المستقبل.
وتابع قائلا "لن يجدي ترامب شيئا سوى تغيير هذا النهج، عبر التخلي عن الكثير من مطالب تغيير السلوك، وعبر إظهار شيء من الاحترام، وبدء مفاوضات بشروط واقعية، وإذا أمكن إقناع إيران بأن رفع العقوبات سيكون حقيقيا هذه المرة، فسيكون من السهل حث الإيرانيين على تقديم تنازلات بخصوص مدى صواريخهم وأنواعها".
وخلص إلى القول إلى انه " في ظل السياسات الحالية، ربما تظهر الولايات المتحدة بمظهر الضعيف أمام العالم، عوضا عن تحقيق مكاسب استراتيجية، ومع غياب أي أفق لجذب الحلفاء إلى جانبها أو إجبار إيران على القبول بمطالبها المجحفة، فليس هناك ما قد تجنيه الولايات المتحدة."
ر.إ