إجراءات وقائية من فيروس كورونا
فوتو: ارشيف
2020-04-14
1803 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
نشرت وسائل إعلام بريطانية، تقرير عن الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدة انها تعتبر مصدر قلق كبير للأشخاص في شتى أرجاء العالم، فضلا عما تعانيه عائلات الضحايا من مأساة.
وأوضحت تلك الوسائل ان أرقام الوفيات المبلغ عنها يوميا بسبب كورونا، تشير إلى أنها حالات كانت تخضع للعلاج في المستشفيات بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وهي حالات مرضية يجب الإبلاغ عنها، بيد أن الأرقام لا تخبرنا عن قدر تأثير الفيروس بالفعل في حدوث الوفاة، حيث قد يكون الفيروس سببا رئيسيا، أو عاملا مساهما، في حالة وفاة الشخص بسبب آخر.
ويعاني معظم الأشخاص الذين يموتون بسبب الإصابة بفيروس كورونا من حالة صحية مزمنة، مثل أمراض القلب أو مرض السكري، فعلى سبيل المثال، أصيب شخص يبلغ من العمر 18 عاما في مدينة كوفنتري، غربي بريطانيا، بفيروس كورونا قبل يوم من وفاته، ووصف بأنه أصغر ضحايا الإصابة بالمرض، لكن المستشفى نشر بعد ذلك بيانا قال فيه إن وفاته كانت بسبب حالة صحية "سيئة جدا" لا علاقة لها بالفيروس.
ويسعى مكتب الإحصاءات الوطني في الوقت الراهن إلى تحديد نسبة الوفيات التي تسببها الإصابة بفيروس كورونا على وجه التحديد، حيث أظهر إحصاء أعدته كلية "إمبريال كوليدج لندن" أن 500 ألف شخص قد يتوفون في بريطانيا بحلول آب المقبل إذا ترك الفيروس يعصف بالسكان.
كما حذر من أن الاستراتيجية السابقة للحكومة، الرامية إلى إبطاء انتشار الفيروس من خلال مطالبة الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالعزل الذاتي وحماية الفئات الأكثر ضعفا، قد تفضي إلى حدوث 250 ألف حالة وفاة.
وتشير الإحصاءات إلى وفاة نحو 600 ألف شخص سنويا في بريطانيا، ويمثل الضعفاء وكبار السن الفئة الأكثر عرضة لخطر الوفاة، تماما كما لو كانوا أصيبوا بفيروس كورونا، حيث أفاد السير ديفيد شبيغلتر، من جامعة كامبريدج، بان نحو 10 في المئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما سيتوفون خلال العام المقبل، كما أن نسبة خطر وفاتهم بسبب الإصابة بفيروس كورونا هي نفسها تقريبا.
أما نيل فيرغسون، المشرف على دراسة "إمبريال كوليدج لندن"، فقد أكد ان العدد قد يصل إلى الثلثين، وعلى الرغم من تسجيل حالات وفاة غير مرتبطة بالفيروس على مستوى سنوي، ستنتشر حالات الإصابة بالفيروس وستطغى على نظام الرعاية الصحية.
وفيما يتعلق بمدى فعالية فرض الإغلاق، فان معرفة قدرة خدمات الرعاية الصحية على التعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجلة خلال الأسابيع المقبلة، تمثل طريقة مباشرة للحكم على مدى فعالية السياسة المعمول بها حاليا.
وبينت هيئة الصحة العامة في إنكلترا ان ذلك يخضع لمراقبة وثيقة خلال مواسم الإنفلونزا، فخلال فصل الشتاء الماضي، سجلت 17 ألف حالة وفاة زائدة بسبب الإنفلونزا على مستوى سنوي.
وإذا تبين أن فيروس كورونا ليس فتاكا مقارنة بفيروس الإنفلونزا، فقد يحد الإغلاق من عدد الوفيات الزائدة إلى أقل من 1400 حالة وفاة، ليصل إلى أقل من 12 ألف حالة كانت ستُسجل في ظل الاستراتيجية السابقة لإبطاء انتشار الفيروس، قبل اتخاذ قرار الانتقال إلى فرض الإغلاق الكامل.
وقد يؤدي الإغلاق في حد ذاته إلى حدوث أضرار على حياة الأشخاص، حيث قال روبرت دينوال، من جامعة "نوتنغهام ترينت"، إن "الأضرار الجانبية التي تلحق بالمجتمع والاقتصاد" يمكن أن تشمل:حدوث مشكلات نفسية وحالات انتحار مرتبطة بالعزل الذاتي، ومشكلات في القلب بسبب قلة النشاط، وتأثير على الصحة بسبب زيادة البطالة وانخفاض مستويات المعيشة.
كما أشار آخرون إلى أضرار صحية ناجمة عن خطوات مثل تأخير إجراء عمليات جراحية روتينية وفحوص الإصابة بالسرطان.
ويقول باحثون في جامعة "بريستول" إن فائدة الإغلاق طويل الأمد، الرامي إلى الحد من حدوث وفيات مبكرة، تفوقها الخسائر البشرية المتوقعة نتيجة تراجع الاقتصاد لفترة طويلة.
ويضيف الباحثون أن نقطة التحول هي تراجع حجم الاقتصاد بنسبة 6.4 في المئة، وسوف يتكبد السكان خسارة لمدة ثلاثة أشهر في المتوسط بسبب عوامل تتراوح من تراجع مستويات المعيشة إلى تردي خدمات الرعاية الصحية.
ر.إ