عناوین:

صحيفة تكشف تفاصيل حياة زعيم طالبان الملا عمر بالقرب من قاعدة أميركية

زعيم طالبان الراحل الملا عمر
فوتو: من الارشيف
2019-03-13

2448 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

سلط تقرير صحفي جديد الضوء على التفاصيل اليومية لحياة مؤسس حركة طالبان الملا محمد عمر بعد الغزو الأميركي لأفغانستان مؤكدا بقائه داخل بلاده حتى وفاته، وعدم ذهابه الى باكستان قط، كما كانت تعلن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهات أخرى.

وبحسب التقرير المنشور في صحيفة وول ستريد جورنال الاميركية، فإن "الملا عاش مختبئا قرب قاعدة أميركية في جنوب أفغانستان حتى وفاته، مما يناقض تماما ما كان يروجه منذ فترة طويلة موظفون أميركيون عن زعيم طالبان المشهور".

ويوضح التقرير أن "زعيم طالبان الراحل كان يعيش مع حارسه الشخصي الذي حماه حتى وفاته جبارعمري (يقيم الآن بكابل تحت الإقامة الجبرية)، وكان يتلقى زيارات نادرة كل عدة شهور من قبل مبعوثين يتنقلون بينه وبين هيئة صنع القرار التابعة لطالبان بمدينة كويتا في باكستان".

وهذا ما يظهر أن نظريات وتقديرات الاستخبارات الأميركية حول الملا عمر كانت خاطئة، في الوقت الذي تجري فيه واشنطن محادثات مع طالبان لإنهاء الحرب التي بدأت مع دخول القوات الأميركية في أيلول 2001.

وكان الخبراء قد اتفقوا - ومعهم وكالة الاستخبارات المركزية - على أن الملا فر إلى باكستان بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بحكم طالبان في أعقاب هجمات الـ 11 من سبتمبر.

وكان ديفيد بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية السابق والقائد العسكري السابق بأفغانستان والعراق قال في الماضي إنه من غير المرجح بقاء الملا في أفغانستان لأنه من الممكن استهدافه بسهولة هناك، وأضاف في مقابلة أنه يمكن الوصول عند الحاجة إلى أي مكان داخل أفغانستان، مستغربا أن يكون الملا يخاطر باحتمال القبض الأكيد عليه.

وذكر التقرير إن الملا عمر سلم عمليات طالبان اليومية أواخر عام 2001 إلى وزير دفاعه السابق الملا عبيد الله، وفر من قندهار إلى مسقط رأسه بولاية زابل بالجنوب، حيث أمضى عدة سنوات في عاصمة الولاية مختبئا في منزل سائقه عبد الصمد أستاذ، كما نقل التقرير عن عمري.

ووفقا لما ذكره التقرير، فإن قوات العمليات الخاصة الأمريكية فتشت المنزل المذكور ولكنها لم تدخل الغرفة السرية التي كان يعيش فيها الملا حتى عام 2004، ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على هذه المعلومات.

وبعد أن أنشأ الجيش الأمريكي قاعدة لا تبعد إلا بضع دقائق مشيا من المنزل الذي يسكن فيه، انتقل الملا إلى منطقة أبعد هي سيوراي التي تنحدر منها عائلته، ووجد له حارسه الشخصي بيتا من الطوب ظل يرعاه فيه حتى وفاته عام 2013.

المخبأ الثاني

وكان المنزل الآمن الثاني أيضا على بعد بضعة أميال من قاعدة أميركية أصغر تعرف باسم قاعدة العمليات المتقدمة "ولفرين" التي تقع جنوب عاصمة زابل، وحولها العديد من القرى التي يقال إن طالبان تسيطر عليها، وذكر أحد من خدموا بالقاعدة أن العديد من الجنود الأميركيين قتلوا هناك أثناء دورياتهم.

واوضح التقرير، ان  "مسؤولي الاستخبارات الأفغانية حاولوا عدة مرات استجواب سائق الملا عمر" ولكن مسؤولين محليين كانوا يحمونه، فقد قال الزعيم القبلي محمد داود غلزار ان "الشرطة السرية ابتعدت لأنني قلت لهم إن عبد الصمد أستاذ بريء، ولكن تبين فيما بعد أن عبد الصمد كان يحمي الملا، ولم أكن أعلم بذلك من قبل".

واضاف، ان "الملا يعيش في عزلة في سيوراي بصحبة عمري في ضيافة أسرة نادرا ما كان يختلط بها ولم يكن يغادر المسكن إلا للتعرض للشمس، ولا يطلب سوى الحناء لصبغ لحيته و(النسوار) وهو تبغ محلي".

واوردت الصحيفة، ان "الملا عمر مرض عام 2013 ورفض مقابلة طبيب أو السفر للعلاج في باكستان وتوفي في زابل، ودفنته عائلته واتفقت مع مجموعة من قادة طالبان على إبقاء وفاته سرا، في وقت كان فيه الجيش الأميركي يستعد للانسحاب الكامل وفق ما خططت إدارة الرئيس باراك أوباما."

وخلص التقرير الى أن تسليط الضوء على هذه القصص الخفية من هذه الحرب سيكون أمرا مهما في هذه اللحظة التي أصبحت فيها احتمالات السلام مطروحة على الطاولة، وخاصة إذا كانت فرص نجاح التسوية التفاوضية كبيرة.

ا.ح

 

البوم الصور