قوات أمريكية شمال سوريا
فوتو: أرشيف
2019-01-16
1321 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
ذكرت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار جدلا واسعا عندنا اعلن سحب قوات بلاده كافة من سوريا، فضلا عن سحب نصف جنود الولايات المتحدة في أفغانستان، البالغ عددهم 14 ألف جندي، مبينة أن الولايات المتحدة قد لا تنفذ قرار الانسحاب من سوريا وأفغانستان.
وبينت المجلة في تقرير لها، نشر منتصف الأسبوع الجاري، ان الكثيرين أدانوا قرار ترامب بالانسحاب من المناطق التي تنتشر فيها قوات أمريكية في سوريا وافغانستان، حيث وصفوها بـ "الهدية لأعداء أمريكا"، فيما أثنى البعض على خطوة الانسحاب.
وأضافت أن "نقاد قرار ترامب يشتركون مع المدافعين عنه في أمر واحد، وهو الظن بأن واشنطن ستنسحب فعليا من سوريا وأفغانستان، وهو الأمر الذي لا تعتقد المجلة أنه سيتحقق"، حيث ترى "ذا اتلانتيك" أن الوضع في سوريا وأفغانستان يختلف عن الحروب التقليدية، التي توجد فيها حدود واضحة بين الحرب والسلام، وتنتهي باستسلام المنهزم، ويعود على إثرها الجنود إلى أرض الوطن، مبينة أن القوى العظمى مثل الولايات المتحدة في العصر الحديث لا تغادر مناطق الحروب الأهلية، وعمليات مكافحة الإرهاب المعقدة.
وأشارت إلى ان "عملية الانسحاب من سوريا وأفغانستان ستجري بوتيرة أبطأ بكثير مما زعم ترامب في أول الأمر، ويتضح هذا في شروط الانسحاب التي أعلنها ترامب بعد فترة وجيزة من إعلانه، إذ كتب على تويتر في نهاية العام الماضي، أنَه ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخطة البطيئة وعالية التنسيق لسحب الجنود الأمريكيين من المنطقة".
وفي حالة طبقت الولايات المتحدة تلك الشروط، تعتقد المجلة بأن بداية عمليات الانسحاب داخل سوريا ستتأخر كثيرا، لان تنظيم داعش لن يختفي من الوجود مطلقا، وكذلك الجماعات المتفرعة منها، إذ يمكن لمسلحي داعش أن يتخلوا عن دولة الخلافة التي زعموا إقامتها ويختفوا تحت الأرض، ليعيدوا تقديم أنفسهم في صورة متمردين أو إرهابيين.
كما أن الكرد شمال سوريا سيحتاجون إلى الحماية لأجل غير مسمى، نظرا إلى التهديدات التي يتلقونها من عدوين نافذين، وهما تركيا، التي تعتبرهم إرهابيين، وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وفي حال شملت شروط الخروج الأمريكي كبح النفوذ الإيراني داخل سوريا، أو الدفاع عن إسرائيل، فان الانسحاب سيضحي "فكرة خيالية"، بحسب المجلة، لان طهران لن تغادر البلاد قريبا بعد أن تكبدت مليارات الدولارات لإنقاذ نظام الأسد.
وبينت المجلة أنه "في حال تجاهل ترامب تلك المعايير أو تخلّى عنها تماما، فإن إعادة الجنود فعليا إلى أرض الوطن هي عملية بالغة الصعوبة، وهي تمثل كابوسا لوجيستيا، إذ يتعين على الجيش تفكيك وشحن عدد من القواعد العسكرية، وسيارات الهامفي، ومكيفات الهواء، وأكشاك الوجبات السريعة، ويجب شحن كل الأسلحة والذخائر، أو منحها للحلفاء، أو تدميرها، لضمان عدم وقوعها في أيدي الأعداء، ولهذا يستغرق سحب سرية واحدة قوامها من ألفين إلى 5 آلاف جندي من مناطق القتال بضعة أسابيع أو أشهر في بعض الأحيان، مما يعني أن تواجدا عسكريا أكبر سيستغرق شهورا وربما أعواما.
وفي حالة سوريا وأفغانستان، سيتعين على القوات الأمريكية أن تغادر عبر أراض محظورة وسط منطقة حرب نشطة، دون وجود ميناء قريب.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إنه "استنادا لكل تلك المعطيات، فانها تستبعد انسحاب الولايات المتحدة من البلدين بالسرعة التي يخشاها أنصار الحرب، ويأملها دعاة السلام، وحتى لو انسحبت، ستظل واشنطن طرفا فاعلا في الصراعين، إذ ستحتفظ بالكثير من وسائل النفوذ، كالعمليات الجوية، ومهمات القوات الخاصة، والمساعدات الاقتصادية والعسكرية".
ر.إ