صور لجمال خاشقجي
فوتو:
2018-10-21
29653 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
عرض مسؤول سعودي كبير، الأحد، رواية جديدة لما حدث داخل القنصلية السعودية في اسطنبول تناقض في جوانبها الرئيسية التفسيرات السابقة، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه السعودية تشكيكا دوليا متزايدا في روايتها بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبحسب تقرير لـ "رويترز" نشر اليوم 21 تشرين الأول 2018، فان أحدث رواية لمقتل خاشقجي، والتي قدمها مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن هويته، تتضمن تفاصيل عن كيف هدد فريق من 15 سعوديا، أرسلوا للقاء خاشقجي في الثاني من تشرين الأول، بتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه في شجار عندما قاوم، ثم ارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو الأمر وكأنه غادر القنصلية.
وأضاف التقرير ان " المسؤول السعودي قدم ما قال إنها وثائق مخابرات سعودية تكشف فيما يبدو عن خطة لإعادة المعارضين بالإضافة الى الوثيقة التي تخص خاشقجي، كما عرض شهادة من أشخاص ضالعين فيما وصفها بتغطية الفريق الذي ذهب للقاء خاشقجي على ما حدث والنتائج الأولية لتحقيق داخلي، ولم يقدم دليلا لإثبات نتائج التحقيق والأدلة الأخرى".
ووفقا لأحدث نسخة من الرواية، أفاد المسؤول إن الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، الذي انتقل للإقامة في واشنطن قبل عام خوفا من الانتقام بسبب آرائه، بالعودة إلى المملكة كجزء من حملة للحيلولة دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين.
وأضاف انه من أجل ذلك شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري فريقا من 15 فردا من الاستخبارات والأمن للذهاب إلى اسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة، وتابع أن "هناك أمرا دائما بالتفاوض على عودة المعارضين بطريقة سلمية، مضيفا أن أمر العمليات يمنحهم سلطة التصرف دون الرجوع للقيادة.
وأكد ان "عسيري كون الفريق وأن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني شارك في إعداد العملية".
وأشار إلى انه وفقا للخطة كان سيحتجز الفريق خاشقجي في مكان آمن خارج اسطنبول لبعض الوقت ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية، مبينا ان "الأمور ساءت من البداية إذ أن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعا للعنف،" ووفقا لرواية الحكومة تم توجيه خاشقجي لمكتب القنصل العام حيث تحدث أحد أفراد الفريق ويدعى ماهر مطرب معه عن العودة للسعودية.
وقال المسؤول إن خاشقجي رفض وأبلغ مطرب أن شخصا ما ينتظره بالخارج وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر خلال ساعة.
وداخل القنصلية، وفقا لرواية المسؤول، قال خاشقجي لمطرب "هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية. ماذا ستفعلون بي هل لديكم نية لخطفي؟"
ورد مطرب "نعم سنخدرك وسنقوم باختطافك" وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة، وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب الفريق بذعر. ووفقا لرواية الحكومة حاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه.
وقال المسؤول "نتيجة اصرار جمال رفع صوته وإصراره مغادرة المكتب حاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم... ما اضطرهم لتقييد حركته وكتم نفسه، حاولوا أن يسكتوه لكنه مات. لم تكن هناك نية لقتله".
وفي الوقت ذاته ارتدى أحد أفراد الفريق ويدعى مصطفى المدني ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات.
وقال المسؤول إن الفريق كتب بعد ذلك تقريرا مزورا لرؤسائه قائلا إنه سمح لخاشقجي بالمغادرة بعد أن حذر من أن السلطات التركية ستتدخل وأنهم غادروا البلاد سريعا قبل اكتشاف أمرهم.
وقال المسؤول إن جميع أفراد الفريق ومجموعهم 15 شخصا اعتقلوا ويجري التحقيق معهم إضافة إلى ثلاثة مشتبه بهم آخرين.
وهذه أحدث نسخة من الرواية السعودية لما حدث والتي تغيرت عدة مرات، حيث رفضت الرياض في البداية التقارير عن اختفاء خاشقجي داخل القنصلية ووصفتها بـ"الكاذبة"، وقالت إنه غادر المبنى بعد قليل من دخوله.
وردا على سؤال لـ"رويترز" عن لماذا يتغير تفسير الحكومة لموت الصحفي باستمرار، قال المسؤول إن "رواية الحكومة الأولى استندت إلى معلومات خاطئة قدمتها جهات داخلية في ذلك الوقت،" وأشار إلى انه "بمجرد أن تبين أن التقارير المبدئية كانت كاذبة بدأت الرياض تحقيقا داخليا وتوقفت عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات مضيفا أن التحقيق مستمر".
ويشتبه مسؤولون أتراك في أن جثة خاشقجي، قطعت لكن المسؤول السعودي قال إنه تم لفها في سجادة وتسليمها "لمتعاون محلي" للتخلص منها، وردا على سؤال عن مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه، بين المسؤول ان النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك.
ر.إ