فوتو:
2018-05-04
951 مشاهدة
بغداد/ NRT
حصل رسام الكاريكاتير التركي موسى كارت الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن بتهمة مساعدة "الإرهاب"، الجمعة، على الجائزة الدولية للرسم الصحافي الخميس في جنيف.
وتمنح هذه الجائزة منذ 2012 كل سنتين مؤسسة "كارتونينغ فور بيس" السويسرية ومدينة جنيف، إلى "رسامين صحافيين يتحلون بالشجاعة ويواجهون الخطر بسبب فنهم".
وأعلن منظمو الحدث في بيان أن لجنة التحكيم اختارت هذه السنة موسى كارت، الرسام المعروف في صحيفة جمهورييت التي تصدر في إسطنبول، تقديرا لموهبته وشجاعته في الدفاع عن حرية التعبير والإبداع الفني.
لكن موسى كارت لن يستطيع المجيء شخصيا لتسلم جائزته في سويسرا، لأنه “يبقى خاضعا لرقابة قضائية والمنع من مغادرة الأراضي التركية”، على رغم أنه لم يسجن في انتظار دعوى الاستئناف.
وعلى غرار أربعة عشر من زملائه الصحافيين في جمهورييت، حكم على موسى كارت في 26 أبريل، بعد محاكمة استمرت تسعة أشهر، بالسجن بتهمة مساعدة منظمات “إرهابية”، ووصفت الصحيفة هذا الحكم بأنه “عار” وانتقدت “الضربة القاسية” ضد حرية الصحافة.
وحكمت عليه محكمة سيليفري القريبة من إسطنبول بالسجن ثلاث سنوات وتسعة أشهر، كما ذكرت مؤسسة كارتونينغ فور بيس السويسرية ومدينة جنيف.
وتم الإفراج عن كارت من بين 7 صحافيين آخرين في صحيفة جمهورييت الذين قضوا 271 يوما في المعتقل.
وأعرب عقب إطلاق سراحه عن أمله في الإفراج عن زملائه في المستقبل القريب، مشددا على أن وجود صحافيين وراء القضبان ينعكس سلبا على سمعة تركيا في العالم.
وتحمل رسومات كارت نقدا لاذعا وواضحا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد ظهر في أحد رسومه التي نشرت في صحيفة “جمهورييت”، أردوغان وهو يرش الغاز المسيل للدموع على متظاهرين.
وفي رسم آخر، نشر في نفس الصحيفة؛ يقف أردوغان مراقبا، فيما يفرغ لصان صندوقا مليئا بالنقود، ويقول أحد اللصين باسما "لا داعي للعجلة، لدينا حارس ثلاثي الأبعاد، لن يحرك ساكنا".
وسجن كارت ووجهت له يومها تهم إهانة أردوغان، وأدين ثم أفرج عنه بكفالة.
وخرج ليتحدى السلطات برسومه الناقدة للأثرياء وأصحاب النفوذ في تركيا، وقال كارت في تصريحات سابقة "طالت الاعتقالات والاتهامات جميع رسامي الكاريكاتير والكتاب والصحافيين في هذا البلد، ولكننا سنواصل العمل للتعبير عما نعتقد أنه يصب في صالح مستقبل أجيالنا المقبلة".
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن حادثة اعتقال كارت "تعطي صورة واضحة عن بيئة تزداد تعقيدا في وجه المعلقين السياسيين ورسامي الكاريكاتير، والذين لطالما شكلوا جزءا أساسيا من الثقافة السياسية التركية، وذلك نتيجة عدم تقبل أردوغان للنقد والمعارضة والاختلاف في الرأي، وتبعا لذلك، وجد منتقدو أردوغان وحكومته أنفسهم في مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم ومحاكمات، فيما فقد العشرات من الضحايا وظائفهم، وذلك في إطار سعي الحكومة لترويع المعارضين".
ولكن رسامي الكاريكاتير واصلوا نشر أعمالهم في مجموعة من الإصدارات المستقلة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانوا يخشون مما يعتقدون أنه "مناخ سياسي قمعي".
أ.أ
