فوتو:
2021-04-27
14273 مشاهدة
اثارت التصريحات المسربة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وهو ينتقد الدور الذي لعبه قائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني، ردود أفعال غاضبة في البرلمان الإيراني، وسط مطالبات بمعاقبته وملاحقته قضائيا وقانونيا.
ودافع رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف عن دور سليماني في «فتح ساحات (المعارك) ومعابر الدبلوماسية»، وقال: «لا شيء غير الألاعيب السياسية والسذاجة يمكن أن تكتم الحقيقة الواضحة». وكتب عبر «تويتر»: «لن نسمح لمن يريدون انتهاز الفرص للوصول إلى أهدافهم السياسية، بأن يظلموه أو يقلبوا دوره التاريخي».
أما مساعد قاليباف في الشؤون الدولية والدبلوماسي السابق، أمير عبد اللهيان، كتب في تغريدة أن «الإنجازات الميدانية الإيرانية كانت ذخرا كبيرا للدبلوماسية في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي، المفاوضات الدولية المهمة الأخرى». وأضاف: «الجنرال سليماني لم ينفق من الناس إطلاقا، إنه كان يعتبر ساحة المعركة والدبلوماسية ركنين أساسيين لحماية مصالح الشعب والأمن القومي».
من جانبه، هاجم منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي، وزير الخارجية على أنه «يعرض الخطوط الحمر للنظام، إلى المساءلة»، وقال لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «الخطأ يستحق الطرد وإشهار البطاقة الحمراء». وأضاف: «هذه الأخطاء الفردية من أشخاص مثل ظريف غير مقبولة على الإطلاق»، مطالبا المجلس الأعلى للأمن القومي بمعاقبته، وأوضح: «ظريف يعرف ظرائف العمل في هذا المجال، وتصريحاته ليس مصدرها الجهل أو الخطأ وتجب معاقبته». وقال: «لم يكن هناك خطأ، أدلى بالتصريحات عن وعي». وأعاد النائب تقدم ظريف وزملاء بشؤون السياسة الخارجية إلى دور سليماني في الساحة.
وفي وقت لاحق، لوحت النائبة زهر اللهيان، عضو لجنة الأمن القومي، بإمكانية طلب «ملاحقة قضائية وقانونية» ضد وزير الخارجية، وقالت إن تصريحاته «لم ولن تقلل من شعبية سليماني».
وكتب عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، جليل رحيم جهان آبادي، عبر «تويتر»: «ظريف أعلن عدة مرات بوضوح أنه ليس مرشحا رئاسيا». واعتبر نشر التسجيل «لا صلة له بالانتخابات، وإنما يهدف للإضرار بمفاوضات فيينا وطرح الثقة برئيس الجهاز الدبلوماسي، وتكملة التخريب الأخير في نطنز والأضرار الأخرى بالمصالح الوطنية، علينا الحذر».
أما عضو هيئة رئاسة البرلمان، أحمد أمير آبادي فراهاني، أثار تساؤلات حول تسرب المعلومات السرية، والسرية للغاية في بعض الأحيان إلى وسائل الإعلام الخارجية، وطالب بالتحقيق حول تسريب مقابلة المسؤول الأول في الجهاز الدبلوماسي و«تقديم الأفراد الذين يخونون الشعب والبلاد إلى القضاء». في المقابل، اتهم مندوب محافظة أصفهان، محمد تقي نقدعلي، ظريف بـ«الإساءة» لسليماني، وطالبه بتقديم اعتذار عن تصريحاته.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الإثنين إن التسجيل الصوتي للوزير محمد جواد ظريف الذي تم تسريبه وأثار جدلا في الجمهورية الإسلامية، تضمن مواقف "شخصية" وتم اقتطاعه من حديث غير معد للنشر.
وشددت الخارجية التي أكدت صحة التسجيل، أنه كان من ضمن حديث مطول، يتحدث ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع الذي أداه اللواء الراحل قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.
ويمتد التسجيل أكثر من ثلاث ساعات، ونشرته بداية الأحد وسائل إعلام خارج الجمهورية الإسلامية، قبل أن يتم تداوله عبر وسائل أخرى داخل إيران وخارجها وعلى مواقع التواصل.
وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي اليوم "ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام"، بل "حوارا ضمن اللقاءات الروتينية (...) في إطار الحكومة".
وأكد أن نقاشات كهذه دائما ما تكون "جدية، شفافة، ومباشرة".
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.
وقال ظريف إنه "في الجمهورية الإسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم (...) لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية"، وفق المقتطفات التي نشرتها "نيويورك تايمز".
كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.
وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصا بعد مقتله في ضربة جوية أميركية العام الماضي.
A.A