عناوین:

تقرير يسلط الضوء على سلطة "ائمة الجمعة" في إيران

بعد تنامي نفوذهم في أعقاب ثورة 1979
فوتو: 
2018-08-20

28858 مشاهدة

NRT

سلط تقرير نشرته النسخة الفارسية من موقع " Iran Wire" مؤخرا، الضوء على السلطات التي يتمتع بها أئمة الجمعة في إيران، مبينا أنه ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، حظيت خطبة الجمعة باهتمام خاص غير مسبوق من قبل المرشد الأعلى للثورة، حتى باتت إحدى أهم ركائز توطيد النظام في إيران.

وأوضح التقرير الذي نشر باللغة الفارسية الأسبوع الماضي، أن أول صلاة جمعة بشكل رسمي في إيران كانت يوم الـ 22 من تموز عام 1979، عندما تولى إمامتها رجل الدين سيد محمود طالقاني وذلك بعد فترة طويلة من إهمالها من جانب الدولة في عصر الشاه.

وأضاف التقرير ان نفوذ أئمة الجمعة تنامى بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ليفوق سلطة المسؤولين والسياسيين، وذلك بفضل الترويج الحكومي لهم، حتى وصل الأمر إلى أن اختيار المحافظين والمسؤولين لا يتم إلا بعد موافقة أئمة الجمعة، الذين يلعبون دورا في حسم القرارات الهامة داخل المحافظة.

ونتيجة لذلك النفوذ، اشتهر مصطلح "الجانب الدائم" بين الأوساط الدينية، والذي يشير إلى بقاء بعض أئمة الجمعة المشهورين على منابرهم "إلى أن يقبض عزرائيل أرواحهم" حسب تعبير بعض الناشطين.

وأشار إلى ان صدامات جرت بين أئمة الجمعة وبعض الإصلاحيين الذين تولوا مناصب قيادية في إيران، حيث شن الأئمة حملات على الإصلاحيين، كما قوبل الرئيس الإيراني حسن روحاني بهجوم من أئمة الجمعة لرفضهم إبرام الاتفاق النووي مع دول 5+1، لكن الأخير حاول كسر سلطة الأئمة بإزاحة بعضهم مثل يحيى جعفري إمام جمعة مدينة كرمان، وعلي رضائي إمام جمعة مدينة بيرجند.

وأكد التقرير أنه خلال العامين الماضيين أصبح عدد من الأئمة الإيرانيين مثار جدل في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بسبب تهم الفساد المالي التي وجهت إليهم فضلا عن انتقادات لمظاهر الترف والبذخ التي ينعم بها عدد منهم، مثل إمام جمعة مدينة إيلام حجت الإسلام لطفي، وإمام جمعة مدينة رشت آية الله قرباني والذي أزيح من منصبه، والذي اتهم ببيع مجمع تجاري بجوار المسجد الذي يؤم فيه دون إكمال تجهيزاته في الموعد المحدد، الأمر الذي أغضب المشترين، وتبين لاحقا أن المجمع ليس ملكه وإنما من ضمن الأموال العامة التي تقع تحت تصرف علي خامنئي.

كما شهدت مدينة بروجرد في أيلول الماضي مظاهرة احتجاجا على فساد حسن الترابي إمام الجمعة هناك، إذ اتهم باستغلال منصبه في التربح بالتعاون مع أعضاء مجلس المدينة الذين أهدوه سيارة فارهة، واتهم الطلاب ابن الترابي بالحصول على لوحات إعلانية في المدينة بسعر مخفض، مستغلا بذلك منصب والده وعلاقته بأعضاء مجلس المدينة.

وفي أعقاب ذلك أطلق مجموعة من طلبة العلوم الشرعية حملة من مدينة قم بقيادة علي رضا جهانشاهي لمحاربة فساد رجال الدين والأئمة في إيران، سميت باسم "طلبة سيرجاني"، وقد تعرضت المجموعة لمضايقات من جانب السلطات الإيرانية، حتى تم اعتقال جهانشاهي و14 طالبا من أتباعه في 2013 وحكم عليهم بالسجن.

وختم تقرير النسخة الفارسية من موقع " Iran Wire "، بالقول إن "محاولات الرئيس الحالي حسن روحاني لكسر سلطة أئمة الجمعة من خلال استبدالهم، غير مثمرة نظرا لأنه لم يشرع في هذه السياسة منذ بداية فترته الرئاسية، إضافة إلى استمرار بعض الأئمة الأصوليين في مناصبهم مثل أحمد علم الهدى إمام الجمعة في طهران صاحب التصريحات الأكثر جدلا والتي تلقى صدى في الإعلام المحلي".

جدير بالذكر انه وخلال الأشهر الأخيرة تحولت خطب الجمعة إلى مكان لتجمع المحتجين على الأوضاع المعيشية والسياسية، ولا سيما في مدينة أصفهان وخرمشهر وکارزون التي شهدت احتجاجت شعبية على انهيار العملة وتردي الوضع الاقتصادي.

ر.إ

البوم الصور