مرفأ بيروت بعد الانفجار
فوتو: ارشيف
2020-08-06
4831 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
كشف تقرير لموقع عربي، الخميس، مفاجآت صادمة بشأن السفينة التي كانت تنقل شحنة من "نترات الأمونيوم" وتوقفت قبل 7 سنوات في مرفأ بيروت، حيث مازالت تتكشف كل يوم بعض التفاصيل التي تزيد من غموض ما حصل فعليا في العنبر رقم 12 من المرفأ وأدى إلى انفجار ضخم أوقع ما يزيد عن 137 قتيلا وخمسة آلاف جريح .
وذكر التقرير الذي تابعه ديجيتال ميديا إن آر تي، اليوم، 6 آب 2020، ان سفينة الشحن "روسوس" المستأجرة من قبل شركة روسية، توقفت قبل 7 سنوات في ميناء بيروت بعد عطل أصابها، وكانت تحمل 2750 طنا من "نترات الأمونيوم" حيث صادرتها السلطات اللبنانية منذ عام 2014، وتم حجزها في العنبر 12، فيما أفادت ممثلة منظمة "صندوق مساعدة البحارة"، سفيتلانا فابريكانت، بان "طاقما أوكرانيا نقل شحنة نيترات الأمونيوم التي صودرت في بيروت من السفينة التي كانت مملوكة لرجل أعمال روسي يدعى إيغور غريتشوشكين، وكان قبطانها أيضا روسيا إضافة إلى طاقم من سبعة أوكرانيين".
ونقل التقرير عن فابريكانت، قولها إن " السفينة روسوس، غادرت ميناء باتومي (جورجيا) عام 2013 محملة بشحنة من نيترات الأمونيوم متوجهة إلى موزمبيق، إلا أنها اضطرت، بسبب مشاكل فنية، إلى الدخول إلى مرفأ بيروت، ثم أفرجت السلطات اللبنانية عن أربعة من أفراد الطاقم الصغار من السفينة، فيما بقي القبطان على متنها لمدة 11 شهرا".
وتابعت ان " أفراد الطاقم المتبقين عاشوا على ظهر السفينة المتوقفة من دون مصدر للدخل، ومن دون طعام ولا مساندة، وكانوا مجبرين على العيش بظروف في غاية الصعوبة، وعلى حراسة السفينة وحمولتها. كما أن صاحب الشحنة في موزمبيق رفض البحث عن سفينة أخرى، ولاحقا استلم أفراد الطاقم وثائقهم وتمكنوا من العودة إلى بيوتهم، وجرى حجز الشحنة كضمان لمستحقات الميناء، في حين أن السفينة نفسها غرقت منذ عامين".
من جانب آخر نشرت وسائل إعلام روسية صورة مالك السفينة التي صودرت منها شحنة "نترات الأمونيوم" في بيروت، إيغور جريتشوشكين، وهو روسي من خاباروفسك ، واكدت ان السفينة كانت تنقل الشحنة من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا إلى موزمبيق عام 2013 وتوقفت في بيروت.
وفي وقت تتردد الأنباء عن أن السفينة كانت تبحر تحت علم مولدوفا، نفت حكومة مولدوفا أي مسؤولية لها عن هذا الموضوع، حيث نقلت وكالة "سبوتنيك-مولدوفا"، عن رئيس وكالة النقل المائي المولدوفية، إيغور زاخاريا، قوله إن "المعلومات ليست كافية والسفينة روسوس لا تبحر تحت علمنا منذ فترة طويلة"، وتابع "لا يهم تحت أي علم كانت تبحر السفينة التي نفذت عملية النقل. وحصول أي تداعيات متعلقة بالشحنة، مثل هذا الانفجار، لا يعني أن السفينة تتحمل بشكل أو بآخر المسؤولية عن تخزين الشحنة بصورة غير سليمة في الميناء، ولا يعني بالتأكيد أن السفينة مذنبة".
كما خرج قبطان السفينة الروسي بوريس بروكوشيف، عن صمته، وقال في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، "لقد شعرت بالرعب بعد مشاهدة الانفجار"، وأضاف أن السفينة، التي كانت ترفع علم مولدوفا، استأجرها رجل أعمال روسي يعيش في قبرص يدعى إيغور غريتشوشكين، لنقل شحنة "نترات أمونيوم" تزيد عن 2000 طن إلى ميناء بيرا في موزمبيق، مشيرا إلى أن السفينة انطلقت من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، وأنها توقفت في تركيا بسبب خلاف البحارة السابقين على الراتب، وأنه تم التعاقد معه لاستكمال الرحلة من تركيا إلى موزمبيق مقابل مليون دولار.
وبحسب مكتب محاماة لبناني يمثل الشركة، فأن الشحنة كانت في طريقها لموزمبيق لاستخدام المواد في صناعة المتفجرات، وأكد القبطان أنه لم يستطع عبور قناة السويس لأن المالك أخبره أنه لم يعد قادرا على تأمين المال الكافي لدفعه، وطلب منه التوجه لميناء بيروت لتحميل شحنة آلات ستوفر لهم الأموال اللازمة لعبور قناة السويس، مضيفا أن السفينة وصلت إلى لبنان بعد شهرين من إبحارها من جورجيا.
وذكر القبطان بروكوشيف، أنه عندما وصل إلى بيروت وجد أن السفينة لن تتمكن من تحميل هذه الآلات لأنها قديمة وبلغت من العمر بين 30 - 40 عاما ولم تعد تتحمل المزيد من الأوزان، وحينها، بحسب رواية القبطان، وجد المسؤولون اللبنانيون أن السفينة غير صالحة للإبحار واحتجزوها لعدم دفعها رسوم الرسو، وعندما حاول البحارة الاتصال بغريشوشكين مالك السفينة، للحصول على المال للوقود والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فشلوا في الوصول إليه، وقال بروكوشيف "على ما يبدو أنه ترك السفينة التي استأجرها".
وأشار القبطان إلى أن ستة من أفراد الطاقم عادوا إلى منازلهم، لكن المسؤولين اللبنانيين أجبروه وثلاثة من أفراد الطاقم الأوكراني على البقاء على متن الطائرة حتى يتم حل مشكلة الديون، وطبقا لمحاميهم، فإن قيود الهجرة اللبنانية منعت الطاقم من مغادرة السفينة، وكافحوا من أجل الحصول على المواد الغذائية والإمدادات الأخرى.
وأفاد بروكوشيف، أن مسؤولي الموانئ اللبنانية أشفقوا على الطاقم الجائع وقدموا الطعام، لكنه أضاف أنهم لم يظهروا أي قلق بشأن شحنة السفينة شديدة الخطورة، وقال "لقد أرادوا فقط الأموال التي ندين بها".
وجذبت قضيتهم الانتباه في أوكرانيا، حيث وصفت التقارير الإخبارية الطاقم العالق بأنهم "رهائن محاصرون على متن سفينة مهجورة"، كما ناشد القبطان سفارة بلاده، وفي النهاية اضطر بروكوشيف إلى بيع وقود السفينة واستخدام عائداته لتكليف مكتب محاماة لبناني بالدفاع عنهم، وحذر المحامون السلطات اللبنانية من أن السفينة معرضة خطر "الغرق أو التفجير في أي لحظة".
وبالفعل أمر قاض لبناني بإطلاق سراح طاقم السفينة لأسباب إنسانية في 2014، بينما تم نقل الشحنة المميتة إلى عنبر 12 وبقيت هناك حتى يوم الانفجار، فيما قال بروكوشيف، إن المسؤولين اللبنانيين أخطأوا عندما أصروا على حجز القارب والاحتفاظ بشحنة نترات الأمونيوم في الميناء بدلا من نشرها في الحقول، مضيفا أنه علم أن السفينة غرقت في 2015 أو 2016، مشيرا إلى أنه تفاجأ بأن الانفجار تأخر كل هذا الوقت.
جدير بالذكر ان "نترات الأمونيوم" تعد من مكونات الأسمدة التي تسمى الأمونترات، والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن، وهي منتجات غير قابلة للاشتعال ولكنها مؤكسدات، أي أنها تسمح باحتراق مادة أخرى مشتعلة، ووفق مواقع متخصصة في قطاع الشحن، فقد قامت سلطات الميناء بنقل الشحنة الخطيرة إلى مستودعات المرفأ بسبب المخاطر المتعلقة بإبقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة.

ر.إ