عناوین:

تقرير يسلط الضوء على أسباب صعود قاسم سليماني

فوتو: 
2018-07-28

28824 مشاهدة

NRT

سلط تقرير نشره موقع "درج" المعني بشؤون الشرق الأوسط، الضوء على  الأسباب وراء صعود قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

وذكر الموقع في التقرير الذي نشر أمس الجمعة، 27 تموز، ان "سليماني صاحب الشخصية الغامضة، أجبر الولايات المتحدة التي انسحبت مؤخرامن اتفاق جنيف بشأن برنامج إيران النووي، على اللعب على المكشوف، حيث حذر قائد فيلق القدس في خطاب ألقاه في مدينة همدان، الرئيس الأمريكي من حرب قد يبدأها ، وقال "لكن نحن من سينهيها" مشيرا إلى ان "حساب واشنطن لن يكون مع طهران بل مع فيلق القدس"، في حال نفذت الولايات المتحدة تهديدها بمنع تصدير النفط الإيراني.

وأضاف التقرير أن "السرية التي يتقن سليماني ممارستها، تضفي على شخصيته هيبة ومهابة مطلوبتين، لذلك يفضل ألا يفارق حياة الظل، لكن أزمة التهديدات الأخيرة، اضطرته إلى أن يتخلى قليلا عن غموضه وعن الحياة المغلقة التي يعيشها، حيث أصبح الشخصية الإيرانية الأكثر جدلا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد دعوات ترامب إلى منع تصدير النفط الإيراني".

وأوضح أنه "من المعروف أن سليماني، لا يهوى الخطابات ولا الأحاديث الصحافية، ويتعمد الابتعاد الإعلام ونادرا ما يدلي بتصريح، كما أنه يعلم أن شهرته تنبع من تخفيه، من صمته، وليس من ظهوره، لذلك فإن الأخبار والصور المتداولة عن حياته الشخصية قليلة جدا ومكررة، وهي في الوقت نفسه، مدروسة بدقة، بحيث تتناسب وهالة العظمة التي يحيط نفسه بها."

وأشار إلى ان "الصمت والابتعاد عن الأنظار ساهما في تحويل سليماني، من قائد لواء في الحرس الثوري، إلى شخصية تثير اهتمام أجهزة الاستخبارات العالمية، كما ساهم في تحريك فضول الكثيرين لتتبع أخباره والاطلاع على تفاصيل حياته الخاصة والعامة".

كما ان المواقع الإلكترونية التي يديرها مؤيدو سليماني، تحرص على إظهاره بهيئة البطل القومي والعالمي، الذي يحارب الإرهاب ويطارده في كل مواقع وجوده، والقائد الميداني الذي يتقدم جنوده على أرض المعركة، خلافا للقادة التقليديين الذين يكتفون بتحليل الخرائط وبالتصريحات.

وقدم التقرير مختصرا لسيرة حياة سليماني، الذي شارك في شبابه بالحرب الإيرانية العراقية التي انتهت عام 1988 بصفقة، ووالده محمد سليماني، الذي توفي منذ سنتين شارك فيها أيضا، حيث انتشرت صورة للأب والابن تجمعهما عند الحدود الإيرانية مع العراق، وكان نصيب عائلة سليماني من تلك الحرب قتيل ومفقود بعد مقتل شقيقه الأكبر حسين سليماني في معارك سوسنغرد، بينما ضاعت جثة شقيقه الآخر حسن سليماني فوق الأراضي العراقية، ومازالت مفقودة حتى الآن.

وبين التقرير أن قوة سليماني، بدأت تظهر تزامنا مع الضعف الذي اعترى منصب "المرشدية" بعد وفاة الإمام الخميني وتعيين علي خامنئي مكانه، كما ساهم ضعف موقع رئيس الجمهورية أيضا في إبرازه، منذ الولاية الثانية للرئيس الأسبق محمد خاتمي، وصولا إلى الفوضى التي أغرق فيها محمود أحمدي نجاد البلاد، كما ساعده على تبلور قوته وحضوره ظهور الأزمات  المتلاحقة في المنطقة، مثل انفصال حماس، الغزو الأميركي للعراق، الانقسام في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الحرب السورية وتمرد الحوثيين.

وتابع أن عددا كبيرا من المسؤولين في الدولة يحملون سليماني، والحرس الثوري من خلفه، أسباب الخراب الذي وصلت إليه البلاد، لكنه لا يهتم بأي اتهام موجه ضده، ولا يكلف نفسه عناء الرد على أي هجوم، سواء كان محليا أو دوليا، وحين تكثر الشائعات حوله، تتكفل المواقع الإلكترونية المتخصصة في تلميع صورته، ببث الأخبار والصور اللازمة عنه.

وختم الموقع تقريره بالقول إن "الفرص التي تتيحها الأزمات كثيرة، وسليماني الآن، في طور الاستفادة من واحدة من هذه الفرص، من أجل  تقوية موقعه الاجتماعي والسياسي، وتأمين غطاء للإخفاقات التي منيت بها الدبلوماسية الإيرانية على صعيد عالمي، نتيجة لدوره العسكري في المنطقة، ويمكن القول إن تصريحاته الأخيرة والتي رد فيها على تهديدات الرئيس الأميركي، هي ليست أكثر من انتهازية سياسية مدروسة الدوافع والأهداف".

ر.إ

البوم الصور