فوتو:
2019-09-18
24485 مشاهدة
ديجيتال ميديا ان ار تي
كشف تقرير إسرائيلي، الاربعاء، ان استهداف منشأتي "أرامكو" في السعودية، يدل على إصرار إيران بإظهار قوتها في هذا التوقيت الحساس، ردا على العقوبات المفروضة عليها، وان السعودية فعليا تكبح عن الرد على الهجمات رغم اعلانها القدرة والاستعداد للمواجهة، فضلا عن تردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الرد عسكريا حث النظام في طهران على رفع سقف المخاطرة، ذاكرا التقرير دلالات وصفها بالـ "هامة" على الهجمات الأخيرة.
وبحسب تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم (18 أيلول 2019)، فان "استهداف المنشآت النفطية من جانب إيران ردا على العقوبات المفروضة عليها، في هذا التوقيت الحساس، يكتسب أهمية أكبر ويدل على إصرار إيران على إظهار قوتها لإلحاق أضرار بثمن احتمال تدهور الأوضاع، رغم أنه على الأرجح أن النظام الإيراني يقدر أن السعودية والإدارة الأميركية لن تسارعا إلى جر المنطقة لمواجهة عسكرية واسعة".
وفيما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن مهاجمة منشأتي "آرامكو"، إلا أن تقرير المعهد أشار إلى أن هذا الهجوم "يتجاوز حدود الحرب في اليمن بكثير، خاصة إذا اتضح بشكل مؤكد أن الهجوم نفذ من الأراضي الإيرانية"، لافتا إلى "تخوف الأوروبيين من تصعيد عسكري".
ورأى التقرير، أن "الهجوم يحمل أيضا تلميحا غير مباشر إلى إسرائيل، التي تتباهى بهجماتها في سوريا والعراق، حيال قدرات إيران العسكرية بالرد ليس من أراضيها وبواسطة أسلحة متطورة".
ولفت إلى أنه "على الرغم من أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، قال خلال محادثة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، إن السعودية مستعدة وقادرة على الرد على الهجمات، من دون ذكر إيران، إلا أنه فعليا، توجد لدى المملكة كوابح من مواجهة تبعاتها.
وأضاف التقرير أن "الرئيس ترمب يواجه مصيدة، لأن الغاية بالنسبة له هي استئناف المفاوضات مع إيران حول اتفاق جديد، واحتمال عقد لقاء مع الرئيس الإيراني، في موازاة الامتناع عن الانجرار إلى خطوات عسكرية، كانت وما تزال الأولوية، وان تردد الرئيس ترمب حتى الآن من الرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، حث النظام في طهران على رفع سقف المخاطرة".
واعتبر التقرير أن للهجمات الأخيرة دلالات هامة:
أولا: "إبراز إيران لقدراتها، بل وتجسد إصرارها على إثبات أنها تعتزم تنفيذ تهديداتها بإلحاق أضرار بالغة لسوق النفط طالما أن الضغوط عليها مستمرة".
ثانيا: "ضعف سعودي على خلفية الحرب المتواصلة في اليمن، وتردد ترمب بالرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، وبينها إسقاط طائرة أميركية من دون طيار، أدى إلى تآكل قوة الردع الأميركية، وعلى ما يبدو حث ذلك الإيرانيين على تصعيد معركة الضربات في الخليج".
ثالثا: "أثبتت إيران تفوقها غير التناسبي في الخليج وعرضة خصمها الإقليمي المركزي، بشكل قد يقوض أكثر الجبهة العربية مقابلها، وتوجيه ضربات أخرى لمستوى أمن دول الخليج العربية التي تستند أمنيا على الولايات المتحدة".
رابعا: "حتى لو أن رد فعل حالي من جانب الولايات المتحدة على الهجوم في السعودية لن يقود إلى اشتعال شامل بالضرورة، فإنه من المؤكد أنها ستؤخر الجهود الرامية إلى التهدئة، وستسرع خطوات إيرانية أخرى ضد أهداف في الخليج، وفي السياق النووي – تآكل آخر بالتزاماتها في الاتفاق".
خامسا: "بالنسبة لإسرائيل، ورغم اختلاف طبيعة الجبهات، فإنه يوجد في الخطوات الإيرانية رسالة غير مباشرة وواضحة بشأن قدراتها العسكرية المتطورة، التي بالإمكان استخدامها خارج أراضيها أيضا، إثر استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا والعراق، وهذا تلميح أيضا لاحتمال حدوث تدهور عسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان".
A.A