عناوین:

لاجىء كردي محتجز يفوز بارفع جائزة ادبية في استراليا

بهروز بوتشاني
فوتو: من الارشيف
2019-02-02

2985 مشاهدة

ديجيتال ميديا ان ار تي

فاز اللاجىء الكردي بهروز بوتشاني، بارفع جائزة ادبية في استراليا رغم احتجازه منذ ست سنوات في مركز تديره سدني على احدى الجزر في بابوا غينيا الجديدة.

وذكر تقرير لموقع رصيف- 22 ، ان " بهروز بوتشاني، المحتجز منذ ست سنوات في مركز تديره استراليا على جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة، فاز بجائزة فيكتوريا للأدب وقيمتها مئة ألف دولار أسترالي (حوالي 70 ألف دولار أمريكي) عن أول رواية له، والتي استخدم هاتفه المحمول لكتابتها بعنوان "لا صديق سوى الجبال".

وعلق اللاجئ الكردي الإيراني المحتجز في مركز ناء في المحيط الهادي، عقب فوزه بأرفع جائزة أدبية في أستراليا، "لا أستطيع أن أحتفل بهذا الإنجاز وأنا لا أزال أرى الكثير من الأبرياء يعانون من حولي".

وبوتشاني، من المنتقدين البارزين للمعاملة التي يلقاها الساعون للجوء بموجب سياسة الهجرة المتشددة في أستراليا، وكان جل ما يخشاه وهو يكتب روايته أن يصادر حراس المركز هاتفه.

وواضاف التقريرـ ان "اللاجيء الكردي قد كتب روايته باللغة الفارسية وأرسلها عبر تطبيق واتساب إلى مترجم في أستراليا، قبل ان يعلن فوزه بالجائزة في حفل أقيم في أستراليا، البلد المحظور عليه دخوله".

ووصف بوتشاني شعوره، عقب منح منظمة "القلم الدولية" العضوية الفخرية له، بأنه "كالطفل حين يتلقى هدية في يوم ميلاده".

وولد بوتشاني (36 عاماً) في عام 1983، بمدينة عيلام (غربي إيران)، ودرس العلوم السياسية في جامعة "تربيا مدارس" في طهران وعمل في البداية صحافيا في إحدى الصحف المحلية المعنية بشؤون الطلاب، ثم عمل في عدة مجلات وصحف إيرانية.

غادر بوتشاني إيران، عام 2013، خشية الاعتقال والسجن بسبب كتاباته المناهضة للنظام والحكومة من جهة، ودعوته الكرد إلى المطالبة بحقوقهم الثقافية والمدنية من جهة أخرى.

وتابع التقرير، ان "بوتشاني لم يتخيل أنه هرب من خطر الاعتقال والسجن في بلده، ليسجن في مركز احتجاز في جزيرة منعزلة لعدم حيازته الأوراق الثبوتية الكافية لطلب اللجوء".

ورغم أن صيته ذاع في معظم أنحاء العالم عن طريق الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية، انتهى به المطاف في "سجن منعزل" تابع للبلد الذي "ظن أنه سيكون حرا لممارسة الكتابة فيه"، على حد قوله.

ويصف بوتشاني مركز دراسة طلبات اللجوء في جيزة بوساني الذي يوجد فيه مئات المعتقلين، بأنه "عبارة عن سجن رهيب كثرت فيه حالات الانتحار والتعذيب"، وحسابه عبر "تويتر" مليء بصور تجسد معاناة المعتقلين هناك.

ولا يتوقف بوتشاني عن توثيق "تجاوزات السلطات بحق المعتقلين"، رغم قيام السلطات الاسترالية بعزله في سجن انفرادي مرات لقيامه "بفضح" أفعالهم، حسب ما أكده مرارا للصحافيين الذين قابلوه في المعتقل عدة مرات.

المثير أن اللاجئ الإيراني نشط أكثر في الكتابة من داخل السجن ووثق معاناة حالات عديدة من داخله، كما زود المنظمات الحقوقية بالمعلومات حول الانتهاكات بحق المحتجزين في المركز.

ويبقى "واتساب" أبرز وسيلة يعتمدها بوتشاني للتواصل مع الصحافيين الأستراليين ومنظمات حقوق الإنسان و"القلم الدولية" وغيرها من الجهات المهتمة بوضعه والمعتقلين معه، وتحسبا لـ"تمزيق السلطات لأوراقه"، استخدم بوتشاني "واتساب" على هاتفه النقال في كتابة روايته الأولى "لا صديق سوى الجبال".

وأوضح أنه كان يكتب "في كل مرة رسالة نصية ويرسلها إلى صديقه خارج السجن، ليجمعها في ملف خاص بعيدا عن خطر تمزيق السلطات لأوراقه".

طيلة خمس سنوات كاملة، ودون كلل أو يأس، استمر بوتشاني في كتابة الرواية، بحسب ما أكد عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان يعمل "لساعات طويلة بشكل يومي، تصل أحيانا إلى 16 ساعة".

وذاع صيت كتابه في الأوساط العالمية، وبيعت نسخ عديدة منه في حفل افتتاح دشن له في أستراليا وعبر مواقع الانترنت، بدون حضور الكاتب، ونال إعجاب العديد من الكتاب والروائيين حول العالم.

وحتى الآن، يبقى بوتشاني محتجزا في جزيرة مانوس دون أي"بصيص أمل بقرب إطلاق سراحه"، بينما يحيا مهددا بالترحيل إلى بلده. في المقابل، يرفض تقديم طلب لجوء إلى سلطات بابوا غينيا الجديدة مفسرا ذلك بالقول: "لم آت إلى هذا البلد بإرادتي، وأنا هنا رغما عني، ولا أقبل بذلك".

ا.ح

 

البوم الصور